تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » يوم جديد من أيام الآخرة

يوم جديد من أيام الآخرة 2024.

يوم جديد من أيام الآخرة
قصة قصيرة
*******************

قرر لي الطبيب ضرورة إجراء عملية جراحية حيث لا يجدي مع حالتي هذه أي أدوية ، فوافقت :وحدد لي يوم الأربعاء التالي موعدًا لإجرائها ، وطلب مني مساء الثلاثاء الصيام إستعدادًا لها.
وفي أثناء تجهيزي لحاجياتي التي سآخذها معي للمستشفى ، خالجني شعور غريب وسألت نفسي هل ياتري كما أجهز المطلوب مني للعملية ؟!هل تجهزت وأستعديت للآخرة كذلك؟!..

فسالت دموعي على خدي وخلوت مع نفسي وناجيت ربي بتضرع أن يغفر لي تقصيري ويتوب علي ويتقبل توبتي وينقني من ذنوبي وخطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، عندها فقط شعرت براحة نفسية شديدة , وتمنيت وقتها إحتضان كل أحبابي لتوديعهم ، مع رجائهم ألا يحزنوا لفراقي إذا وافتني المنية ، وألاينسوني من خير دعائهم ..

إن العملية حقًا ليست بخطيرة لكن إيماني التام بأن الموت هوالحقيقة الوحيدة في هذه الحياة هو ما جعلني أفعل ذلك .

وظللت على حالتي هذه إلى أن سمعت آذان الفجر فتوضأت وأديت الصلاة والتسابيح و تجهزت نفسيًا للعملية وللقاء ربي لعل هذا يكون آخر عهدي بهذه الدنيا، وأزحت الستار قليلا لأرى السماء وانا مستلقية على السرير لارتياحي كثيرا وأنا سابحة في صفاء زرقتها , وتنبهت على صوت زوجي يُعلمني بقرب موعد الذهاب للمستشفى ،

فقمت وتجهزت للخروج وقبل النزول تمنيت توصية أولادي بأشياء كثيرة لكني خشيت أن يشعروا بدواخلي فتتروّع نفوسهم الغضة،فيكفيني ما أراه من زيغ عيونهم وتوترهم ، وطالبتهم بعدم مرافقتي وأن يحضروا للمستشفى بعد إفاقتي من العملية إن شاء الله ..

كانت صغيرتي نائمة عندما هممت بمغادرتي للمنزل فقبّلتها على جبينها عندها فتحت عينها وهمت بالقيام لتكون معي ،
فقلت لها :لا حبيبتي استريحي عليكي بالدعاء ودعواتك ستكون برفقتي ، فأطمأنت واستكملت نومها .
وبحثت عن إبنتي الكبرى لتوديعها وجدتها أكملت ارتداء ملابسها.

وقالت ضاحكة : أيعقل أن أتركك وحدك وألا يكون معك أيٌّ منا ؟
فتعجبت لها لإنها مسكينة أجواء المستشفى تتعبها ولا تتحملها فتمرض.
فقلت لها مشفقة عليها : حبيبة قلبي إنني أعلم بظروفك فلا داعي لتعبك بُنيّتي

فتبسمت قائلة: لقد إتفقت مع أختي أن نتناوب ، فأكون برفقتك أثناء العملية و بعد الإفاقة إن شاء الله تأتي هي بعد ذلك لتكون معك لحين خروجك بالسلامة .
وركبنا مع زوجي الغالي السيارة ووصلنا للمستشفى .

ودخلنا الحجرة المحجوزة لي وارتديت الزي المُخصص للعملية وظل زوجي على مرحه المعتاد يلقي بقفشاته وتعليقاته الساخرة ليخفف عنا حدة ما نعانيه من توتر ، ارتقيت السرير وأستودعت نفسي وكل أعضائي الله ، وقادتني الممرضات لحجرة العمليات ..

أفقت وأنا في حجرتي على صوت الدكتور ينادي بِاسمي ويسألني أسئلة ليتأكد من تمام إفاقتي لكن كنت مازلت أفقد الوعي , وأحسست بيد إبنتي تتحسس يدي برفق وتناديني أفيقي ياأمي , ففتحت عيني ورأيتها برؤية ضبابية وجاهدت لاظل واعية..
حتى أتمكن من شكر الله وحمده على نعمة الحياة فما أجمل الإحساس بنعمة الله بعد الإستيقاظ والإفاقة من مخدر العملية فهو العودة للحياة مرة أخرى الذي.. أعده بعثًا جديدًًا وإستثمارًا ليوم جديد من أيام الآخرة ..

تمت

بقلمي : بنت-محمد

يعطيك الف عافية على القصة
الاكثر من رائعه
تحياتي…

يعطيك العآفيه على القصه الروعه

لك ودي

قصة جميلة وليتنا نعتير

روعه تسلم اياديك
تقبلي مروري

يسلمووووووووووووووو
يعطيك العافيه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي غاليتي / رنودة الكتكوته

بارك الله فيكِ على دعواتك الطيبة وردك الرقيق .

خالص التحايا
وفي أمان الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي غاليتي / عشقتكـ قبل مأشوفكـ

سلمتِ لي بتواجدك وردك الطيب .

خالص التحايا
وفي أمان الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي / كامبو

جُزيت خيرًا على ردك ، وبالفعل ياليت الناس تعتبر .

خالص التحايا
وفي أمان الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي / معاند جروحي

مشكور على مرورك وردك الطيب ،

خالص التحايا
وفي أمان الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.