واستقبلني الشتاء

وإستقبلني الشتاء ..
عتمة وصقيع .. وبرد قارس ..
وقطرات مطر .. تصب في نهر عناء ..
هدوء صاخب يقهر أسمعي .. بغروره المتكابر هادئ..
ذاك الشتاء لا يتكلم ..
يخيف ضعفي ومشاعري ..
يتوعدني بحرب ومفاجع وضحايا ..
كـ هدوء سبق الجريمة ..
إعتاد بإستقبالي كضيف يتيم ..
كنت تائه في بيداء القلوب ..
طرقت الباب كـ مسكين ماله كِسرة خبز أو ماء ..
تجمدت أقدامي عند أول خطوة ..
ذرفت دمي ودموعي علها لحضن واجده
إستقبلها يتيم في محشر الوجدان..
تلاقيا وعلى الحب إجتمعا ..
سنيي مرت عجلة وأسرعت تحملني على كفيها وكف الأثام
وأسرعت تقذفني من كذبة الى جريمة ..
جريمة إسمها الإستسلام
شاطئ تجمد بالأوهام ..
وركض الصيف يطعنني وقبله بالسوط يجلدني
هي جراحي حملتها من صيف وشتاء ..
وإستقبلتني ايا شتاء…
وأين الخريف يلفيني وملجأي الربيع لا يريدني ..
عمري الراحل يدور في دولاب الوهم ..
فرفقا بقلبي يا شتاء ويا ربيع
رفقا بالمهجور تكويه نيران الذكرى ..
سجين الأشواق .. حبيس الظلام ..
عدو الحياة .. رفيق الأوهام ..
فيا أيها الظالم ايها الشتاء ..
أغلق الأبواب وإرحل بسلام ..
فلن تصل لعمق قبري ..
ولن تحمل جنازتي ..