لعل أبرزها شعور المرء القوي بتلك المعجزة الربانية التي تراها تتحرك أمامك … أجناس مختلفة ،،لغات مختلفة لا يجمع وهي تطوف ببيته العتيق إلا توحيد الله وذكره … فلا تملك إلا أن تقول اللهم صلي وسلم عليك يا من أديت الأمانة وبلغت الرسالة ..
تعجب لأمر الحرم المكي نفسه وأنت ترى الحشود المحتشدة التي تتجه إليه عند رفع الأذان وتقول في ذهنك كيف لهذا المكان أن يتسع لهذا الحشد من البشر فلا تملك إلا أن تقول سبحان الله
تعجب لماء زمزم رغم إنه أقدم بئر على وجه الأرض لا زال يعطي ويسقي تعجب إنك إذا ما شربت من زمزم فإنك لا تشعر بالجوع طيلة اليوم … كنت في الحقيقة لا أشعر بأي نوع من الجوع لو بقيت ليوم كامل دون طعام
تعجب لنفسك كيف إنك تطوف بالكعبة سبعا وتسعى بين الصفا والمروى سبعا وأنت تمتلك كل العزيمة ولا تشعر بأي نوع من التكاسل أو الرغبة في الاستراحة …في حين انك في أيامك العادية لا تستطيع السير لمترات معدودة.
عندها … تشعر بالفخر إنك مسلم … وتضحك بينك وبين نفسك ضحكة سخرية من أولئك الذين ترتفع أصواتهم منادية للكيد لهذه الأمة وتدرك حينها إن كل ما يقال حولنا كمسلمين ما هو إلا اعتراف ذاتي منهم بقوة هذا الدين .. فترفع صوتك مكبرا
وفي المقابل تعجب من
أولئك الذين …. لا يستطيعون الاستغناء عن هواتفهم النقالة وحتى وهم يطوفون في بالبيت …
ومن ذاك الذي منحه الله الصحة والعافية وقوة البدن فيزاحم المسلمين حول الكعبة فيسبب لهم الأذى .
ومن تلك اللواتي ينمن نوما عميقا وإذا ما سمعن الأذان قمن للصلاة .
ومن تلك اللواتي يحضرن أطفالهم الرضع إلى الحرم وعند البدء في الصلاة يرتفع صراخهم لإزعاج المصلين وخلخلة أمر الخشوع في الصلاة
ومن تلك اللواتي يتبرجن في الحرم أما بلبس الضيق من العبايا أو بلبس النقاب وكحل العينين بطريقة ملفته أو حتى بكشف غطاء الوجه مع التزين
ولعل من أصعب المشاهد التي من الصعب أن تنساها منظر الموتى بعد كل صلاة وهم محمولين على الأكتاف …وكأنها رسالة لمن زار البيت بأهمية المحافظة على صلاته قبل أن يصلى عليه فهذه هي النهاية مهما طال بك العمر …[/frame]
جزاك الله خير [][][]
جزاك الله خير