ولادة و إبن زيدون
كان ابن زيدون من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة، وبرع أدبه، وجاد شعره وعلا شأنه،
وانطلق لسانه، ثن انتقل من قرطبة إلى المعتضد صاحب اشبيلية فجعله من خواصه،
يجالسه في خلواته، ويركن إلى إشارته، وكان معه في صورة الوزير..
وكانت ولادة- بن المستكفي – من أشهر أديبات الأندلس بل أبرزهن جميعا في تاريخ الأدب
العربي،تحظى بحرية كبيرة شأنها شأن المرأة الأندلسية مما هيأ لها أن تقد الندوات في دارها
، فالتقت بالعديد من الشعراء الذين أحبوها ولكنها لم تحب إلا ابن زيدون الذي حبها بالمقابل
حبا جامحا..فعاشا حينا من الدهر سعيدين بهذا الحب، ثم أخذت تجفوه ومازالت ممعنة في
جفوتها له حتى ذاق مرارة اليأس والحرمان إلى الأبد. إن قصة الحب العنيف بينهما هي قصة
لم تروها أرض الأندلس وسماؤها فحسب، بل روتها كل أرض عربية ..
ودّع الصبر محبٌ ودّعــــــــــــــــــك حافظ من سِره ما استودعك
يقرعُ السن على أن لم يكـــــــــــــــــن زاد في تلك الخطا إذ شيعـــــك
يا أخــــا البدر سنـــــاء وسنــــــى رحم الله زمانا اطلعــــــــــــــــك
أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيبِ لُقيانا تجافينا
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقا إليكم، ولا جفّت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت سُودا ،وكانت بكم بيضا ليالينا
ليُسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو على البعد حيا كان يحيينا
عليك مني سلام الله ما بقيت صبابة بكِ نُخفيها فتخفينا
وهي كما نرى تحمل تباريح حب ابن زيدون وما كان يغص به من الهجر والتنائي ،
وإنها لأنفاس محب مهجور تحولت شعرا..
وقد سميت ولادة بـ ( ذا الوزاريتن ) فبعد ابن خلدون سعت ولادة لكسب قلب الوزير
( ابن عبدوس ) الذي تزوجها وسجن ابن زيدون لهجائه له، ولكن ما خلد ذكرى ولادة
بنت المستكفي لم يكن بهاؤها ولا أدبها إنها خلدها شعر ابن زيدون وبالتحديد رسالتي
ابن زيدون ( الجدية ورسالته الهزلية )..
بسم الله
يعطيك العــآفية على نقلك
,’
يسلمووووو
تحياتي
كشتي عالم من اختياري
تقبلي مروري
أشكرك وسلمت يمينك