ما الهم الذي تحمله…للشيخ نبيل العوضي…
ماذا يشغل قلبك؟ ما الهم الذي تحمله؟
أقصى شيء الدوام والوظيفة والمعاش، أو الدارسة إن كان طالباً، أو الزوجة أو الأولاد، أو البيت والأثاث والقسيمة، ثم ماذا؟
ثم لا شيء، ثم أن ينام على الفراش ليستيقظ ويبدأ يوماً جديداً، هذا همه، هذا حاله، هذا تفكيره، ولهذا كثير من الناس يفرح لما يرى اللحية ما شاء الله على حالها، والإزار قصير، وهذا شيء مطلوب وطيب، ولكن ادخل في قلبه، لا تجد أثراً من أثر الالتزام، ولهذا الله جل وعلا ما ينظر يوم القيامة إلى صورنا ولا إلى أجسامنا ولكن ينظر إلى القلوب، ولهذا الله جل وعلا يقول: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89] أي قلب هذا القلب السليم؟
+
قلب تجده إن جاء وكبر في الصلاة همه في الدنيا، هل هذا القلب سليماً؟!
قلب إن خلا بمحارم الله تلذذ وتعلق بها بل انتهكها، هل هذا القلب سليم؟! قلب إن قرأ القرآن فهو لا يفكر إلا بالدنيا، وإن بكى في الصلاة فإنما يبكي على مصيبة أو على عزيز فقده ولا يبكي لتأثره بالقرآن، ولهذا فإن الله جل وعلا في أكثر الآيات يخاطب القلوب دون الأجساد، فيقول الله سبحانه وتعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14] القلب هو الذي يجعل الله عز وجل عليه الران، المعصية تلو المعصية، والنظرة، ثم أغنية، ثم غيبة، ثم نميمة، ثم عقوق … حتى يجعل الله عز وجل على القلب ران، بل أشد من الران قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ [المنافقون:3] الطبع على القلب، بل القفل: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24].
الهم الذي كان يحمله السلف
هم الآخرة
يقول يوسف : قال لي سفيان الثوري : ائتني بالماء، يقول: فقربت إليه كوزاً من ماء، ليقوم في الليل، يقول: فاقترب من الماء، ووضع يده على خده، يقول: فتركته وذهبت ونمت، يقول: فاستيقظت لصلاة الفجر، فجئت إليه فإذا هو على الحال التي تركته عليها، فقلت له: يا أبا عبد الله ما زلت على الحال التي تركتك عليها؟
قال: نعم، على هذه الحال.
قال: ولم؟
قال: هم الآخرة، ولهذا من الناس من أخلصهم الله بهذا: إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ [ص:46] ما هي الخالصة؟ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ [ص:46]. كان بعضهم يصلي، فيبكي وتسيل دموعه وتهراق، ولا يشعر من بجنبه أنه يبكي، أين همه؟ همه في الآخرة.
الحسن البصري يدخل يوماً من الأيام على البيت، فيقول له أهله: يا أبا سعيد ! العشاء، فيقول: كلوا عشاءكم، فيقولون له: يا أبا سعيد ! برد العشاء، فيقول لهم: كلوا عشاءكم، فقد رأيت مصرعاً لا أزال أعمل له حتى ألقاه، رأيت رجلاً يحتضر: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ [المؤمنون:99].
لا تقل أخي الكريم! أنا أصبحت أفضل من غيري، والحمد لله عندي بعض الأعمال الصالحة، عند الممات يتبين كل شيء، ويظهر ما في القلب، همك الذي يشغلك سوف تتلفظ به عند الموت، بل يخرج الله عز وجل السرائر: يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ [الطارق:9].
إن لم يكن في الموت، فعند اللقاء عند الله جل وعلا، رجل قلبه يتعلق بأمرد صبي، فلما حانت ساعة وفاته قال: أسلم يا راحة العليل ويا شفاء المدنف في النحيل
رضاك أشهى إلى فؤادي من رحمة الخالق الجليل فقالوا له: اتق الله، ماذا تقول؟ أخرج الله ما في قلبه، إن كان حب مردان، أو أموال، أو تجارات وعقارات، أو أثاث، أو فتن الدنيا، أو تعلق قلبه ببيت أو سيارة أو أولاد أو زوجات، فسوف يظهر الله ما في قلبه حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100] عند الممات يقولها لكن هل تنفعه؟! ولتتخيل أخي الكريم تلك اللحظات التي فيها تنازع الموت، تخيل ولعلها تكون الليلة الأخيرة هذه، وسل نفسك هل أنت مستعد لهذه اللحظات؟ أم أن ملك الموت سوف يطرق عليك الباب، أو يستأذن منك قبل أن ينزع الروح منك؟ أم أنك يا عبد الله سوف يؤخرك الله حتى ترجع الأمانات إلى أهلها، وتتوب من بعض المعاصي التي بينك وبين الله، لا يعلم عنها إلا الله جل وعلا؟
عمر بن الخطاب ، انظر إلى الهم الذي أشغله، يقال: كان يُرى في وجهه خطان أسودان من البكاء.
أخي الكريم: كانوا لا ينامون الليل من الهم الذي يقلقهم، حتى كان عليه الصلاة والسلام يقوم الليل كله بآية، وهي قوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118] يرددها ويبكي، ليلة من الليالي تقوم عائشة فتسمع النبي صلى الله عليه وسلم في الليل يبكي، فتقترب فإذا هو في السجود، تعرف ماذا يقول؟ يقول: (اللهم أمتي أمتي، اللهم أمتي أمتي ) انظر الهم الذي يقلقهم.
هم الأمة
من الهموم أخي الكريم التي لا بد أن تشغلك، هم هذه الأمة، هم إصلاحها، ألا يقلقك؟ ألا يؤثر في قلبك؟
عندما تخرج من بيتك ولا يخرج أحد للصلاة غيرك ألا تضطرب أخي الكريم؟
عندما تقوم للفجر إن كنت من مصلي صلاة الفجر، أنك تمشي في الشارع لوحدك، ولا تسمع إلا قرع نعليك، ألا يحزنك؟ ألا يهمك هذا؟ ألا يصيبك بالحزن أن ترى في كل يوم تزداد بيوت الربا التي تحارب الله جهاراً نهاراً؟ ألا يحزنك ويقلقك لما ترى في الشارع هذه متبرجة، وهذه مع فلان، وهذه كاشفة عن رأسها، وتلك حاسرة عن ساعديها، ألا يحزنك يا عبد الله؟
أيها الناس: تحركوا! وليشغلنا على الأقل الهم في البداية، لأنه إذا دخل هذا الهم في القلب وصلحت هذه المضغة، صلح الجسد كله، فتجده إما متكلماً أو كاتباً أو ناشراً أو موزعاً أو طارقاً للأبواب، أما إذا فسدت هذه المضغة، فتجده يصد، ويقول للداعية: ماذا تفعل؟ الفساد أكبر منك، يا أخي! ما تستطيع أن تفعل شيئاً، ويأتي المريض الثاني فيقول: الحمد لله نحن بخير، نحن أفضل من غيرنا، ولكن الخطأ باقٍ، والمنكر يبقى منكر، والربا من الموبقات، والزنا من المحرمات، والفواحش من أسباب هلاك الأمم، لابد أنك ترضى بهذا وتصدق هذا، ولهذا زينب لما قالت: { أنهلك وفينا الصالحون!؟ } فينا صالحون الحمد لله، يتبجح بها بعض الناس، فينا الحمد لله أهل الصلاة، أهل المساجد، والصائمون والمتصدقون نعم، لا نشك بهذا، ولكن قال: { نعم إذا كثر الخبث }^ ما الهم الذي تحمله؟
ما الهم الذي تحمله؟ هل في قلبك هم؟
تطرق يوماً من الأيام بيوت الجيران، تقول لهم: يا قوم! اتقوا الله، يا قوم! الأذان يؤذن ولا أحد منكم يخرج إلى الصلاة، هل هذا الهم يشغل قلبك؟
هل يشغل قلبك يوماً من الأيام أخي الكريم أنك ترى ولدك يحفظ القرآن، يدعو إلى الله، يطلب العلم، يجاهد في سبيل الله، هذه الأمنية التي ما حصلت أنت عليها، هل تتمناها لأولادك؟ هل تتمناها لجيلك يا عبد الله؟
هل يشغل قلبك هذا الهم أن ترى يوماً من الأيام الحدود تطبق وشرع الله يقام، وكتاب الله وسنة رسول الله يحكم بها في هذه الأرض .. هل هذا الهم يشغل قلبك؟
أم أنت ممن يقلب الجريدة، والصحف، يبحث عن بيت، ويبحث عن محل، أو يفكر في تجارته؟ ولا أحرم عليك هذا ولكن، سل نفسك يا عبد الله وكن صادقاً .. ما الهم الذي تحمله؟ هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نعم هل فكر أحدنا ما الهم الذي يحمله………..؟؟
هل هو هم لا جدوى منه……..؟؟؟
أو انه هم يستحق ان يكون هما حقيقيا……….؟؟؟كهم الدعوه والامه…….
فالنجلس مع انفسنا ولنفكر ………..
،
جزآك’ الله خير
يعطيك العـــــــــــــآآأإإأآآأإإأآآأإإفيـــــة ..
:
جَنآئِنٌ وِدِي لِـ شخصك،
~،.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

شكر الله لك هذآ الطرح القيم
وأثآبك جنة عرضها كعرض السموآت والأرض
اللهم أجعلنا ممن حمل هم الإسلآم والدعوة إليك ولآتجعل الدنيآ أكبر همنا ولآمبلغ عملنا
ولآتجعلنا ممن استهوته الشيآطين فشغلته بالدنيآ عن الدين ..،
,‘
وربي يعطيك العافيه
واللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا

جزاك الله خير ولاحرمك الآجر
انتقآء رائـــع
جــــزاك الله خــــير وزادك من فضله