" لو أنكم توكلون على الله حق توكله .. "
[frame="3 90"]ورد في الحديث النبوي الشريف : :" لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً " رواه أحمد و الترمذي
قبل كل شئ .. ما هو مفهوم التوكل ؟
شرعا : صدق اعتماد القلب على الله عزوجل في استجلاب المصالح ودفع المضار، من أمور الدنيا والآخرة كلها، وأن يَكِلَ العبد أموره كلها إلى الله جل وعلا، وأن يحقق إيمانَه بأنه لا يعطي ولا يمنع، ولا يضر ولا ينفع: سواه جل وعلا.
و بمعنى آخر ,, هو الثقة بالله عز وجل
وقد حَضَّ الله عباده المؤمنين على التوكل في مواضع عديدة من الكتاب العزيز، وبيَّن سبحانه ثمراته وفضائله:
ومن ذلك قوله سبحانه: وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة:23]، وقوله عزوجل: وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [التوبة:51]، وقوله تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3]، وقوله جل وعلا: فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران:159]، وقال سبحانه واصفاً عباده المؤمنين في معرض الثناء والمدح: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2].
و يتجلى مفهوم التوكل في قصة إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار فقد روى أنه أتاه جبريل ، يقول : ألك حاجة ؟ قال : "أما لك فلا و أما إلى الله فحسبي الله و نعم الوكيل " فكانت النار برداً و سلاماً عليه ، و من المعلوم أن جبريل كان بمقدوره أن يطفئ النار بطرف جناحه ، و لكن ما تعلق قلب إبراهيم – عليه السلام – بمخلوق في جلب النفع و دفع الضر , وإنما أوكل أمره إلى الله عز وجل.
وفي قصص الأنبياء و المرسلين لنا عبرة
فهاهم الصحابة الكرام يوم حمراء الأسد – صبيحة يوم أحد – يقول تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ ) " سورة آل عمران : 173 – 174 " .
و لما توجه نبي الله موسى – عليه السلام – تلقاء مدين ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) " سورة القصص : 23 – 24 " أوقع حاجته بالله فما شقي ولا خاب ، و تذكر كتب التفسير أنه كان ضاوياً ، خاوي البطن ، لم يذق طعاماً منذ ثلاث ليال ، و حاجة الإنسان لا تقتصر على الطعام فحسب ، فلما أظهر فقره لله ، و لجأ إليه سبحانه بالدعاء ، و علق قلبه به جل في علاه ما تخلفت الإجابة ، يقول تعالى: ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لنا) " سورة القصص : 25 " وكان هذا الزواج المبارك من ابنة شعيب ، و نفس الأمر يتكرر من نبي الله موسى ، فالتوكل سمة بارزة في حياة الأنبياء – عليهم السلام – لما سار نبي الله موسى و من آمن معه حذو البحر ، أتبعهم فرعون و جنوده بغياً و عدواً ، فكان البحر أمامهم و فرعون خلفهم ، أي إنها هلكة محققة ، و لذلك قالت بنو إسرائيل: إنا لمدركون ، قال نبى الله موسى : (كلا إن معي ربى سيهدين) قال العلماء : ما كاد يفرغ منها إلا و أُمر أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، فكان في ذلك نجاة موسى و من آمن معه ، و هلكة فرعون و جنوده ، و لذلك قيل : فوض الأمر إلينا نحن أولى بك منك ، إنها كلمة الواثق المطمئن بوعد الله ، الذي يعلم كفاية الله لخلقه: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ) " سورة الزمر : 36 "
أن نتوكل على الله أحبائي
معناها أن نبذل قصارى جهدنا لنصل إلى ما نريد
ثم نوقن أن الله معنا وأنه بيده كل شئ
وأن عملنا ماهو إلا وسيلة ,, وليس سببا في تحقق مانريد
عندها سنرزق الرضا أيضا
وأسألكم أحبائي ,, ما أعظم من نعمة الرضا؟
أن تحيا راضيا ,, وتنام راضيا ,, و تمشي راضيا ,,
تخيل معي حياتك تحت مظلة الرضا
لن تحمل هما
لا هم الرزق , ولا هم المعيشة , و لا هم الزوجة ولا الزوج و لا الأبناء
ولا هم الدراسة و العمل
لن يكون هناك الكثير من مرضى الضغوطات النفسية
كالضغط وغيره
ستكون مبتسما يومك كله ..
هل لاحظتم معي شيئا ؟!
كنا في التوكل ثم أصبحنا في الرضا ثم في الابتسامة " وتبسمك في وجه أخيك صدقة "
ألا تروا معي عظمة هذا الدين و تسلسله في كل أمور حياتنا
يأمرنا بصفة لتقودنا إلى أخرى و إلى أخرى وهكذا
فنكون أمة قائمة بذاتنا …
أسأل الله أن يرزقنا التوكل عليه حق التوكل
و أن يهبنا الرضا بماقسمه لنا ..
مع محبتي لكم
الشهيدة
[/frame]
" المجلس الثالث عشر "
[frame="4 90"]أحبائي ..
اليوم مجلسنا عن قصص السلف وأحوالهم مع رمضان
مع شهر العبادة ,,
لنرى كيف كان حالهم
و كيف هي أحوالنا
لعل الله أن ينفعنا بها
و يجعلها عبرة لنا
" و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "
كان الامام الشافعي في رمضان يختم القرآن60 مرة ..أي ختمتين في اليوم
!! وكان الامام احمد يغلق الكتب ويقول هذا شهر القرآن..
وكان الامام مالك بن انس لا يفتي ولا يدرس في رمضان ويقول هذا شهر القرآن.
احتضر احد السلف فجلس ابناءه يبكون فقال لهم: لا تبكوا فوالله لقد كنت اختم في رمضان في هذا المسجد عند كل سارية 10 مرات ..وكان في المسجد 4 ساريات..اي ختم 40 مرة في رمضان..
و كان بعض السلف الصالح يحيي ليله بقراءة القرآن فمر عليه احد تلاميذه..فسمعه يردد "ان الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" فأخذ يكرر الآية حتى طلع الفجر.. فذهب اليه تلميذه بعد صلاة الفجر وسأله عما رآه..فقال له: استر علي ما رأيت.
فقال استره عليك مادمت حيا ..ولكن اخبرني بخبرك.
فقال: عندما كنت ارددها نازل قلبي الود الذي بين العبد وربه..فأخذت أتلذذ بذلك الوداد..وكلما كررت الآية ازداد ذلك الود في قلبي!!
وهذه عائشة أم المؤمنين تصف النبي صلى الله عليه وسلم النبي بأنه كان جوادا واجود ما يكون في رمضان كالريح المرسلة. رآه احد الصحابة يلبس بردة..فقال: اكسنيها يا رسول الله. فقام النبي وخلعها في الحال وهو يبتسم..فغضب منه الصحابة ولاموه..فقال: والله اردتها لي كفنا..فلا املك كفنا افضل منه وفيه رائحة النبي صلى الله عليه وسلم.
سبحان الله
أين نحن عن هذه الهمم
و هذه العبادة
وهذا التقدير للشهر الكريم
و هذا الخشوع ؟
أحبائي ..
أسأل الله أن يجعلنا ممن اتبع الهدى و الحق
و ثبته على الصراط المستقيم
الشهيدة
بارك الله فيك
واعانكِ الله على خيرٍ بدأتية واراك ولله الحمد مستمرة
فجزاكِ الله كل الخير
واسأل الله لنا ولكِ أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدرونا
وأن يجعلنا ِمن مَن يتوكلون عليه حق التوكل
طاب لي مجلسك
واسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك
بارك الله فيكِ ونفعنا الله وياكِ على نشر العالم الصالح
و لك بالمثل أخي مكنوز و لجميع المسلمين
و بارك فيك أخي