ليتها تعود تلك الليالي

في ذات ليله من الخريف سقطت ورقة صفراء لم القي لها بال
دست عليها واستمتعت بالصوت الصادر منها ..
بعد سنين ايقنت بأن الحياة ستتوقف ذات يوم وان الجميع مهما كثروا
ومهما احبوك ستضل نفوسهم اولى ..

في تلك الليلة كان لدي صديق مميز يحب المغامرة كثيرا
رغم خوفه اقنعته في لحظتها بالهرب عصر اليوم التالي
والذهاب لرؤيه والدي الذي كان يقضي معظم وقته
في الاشراف على بناء منزلنا الجديد ومباشره احتياجات العاملين لديه
وافق بدوره على هذه المغامرة برغم تردده خوفا من رد فعل والدي
كون المنزل كان بعيدا ونحن سنذهب سيرا على الاقدام
وبعد الحاح مني في هذا الطلب وافق ومضينا
عند وصولي للمنزل قلت له بأني سأذهب لرؤيه والدي
حذرني كثيرا من الذهاب وقال لي بأن والدي لن يكون سعيدا برؤيتي
وربما يعيدني لمنزلنا القديم لكنني وكالعادة كنت مصرة على رأيي وذهبت لوالدي ..
عندما رآني والدي لم يستطع ان يخفي اندهاشه
تجهم وجهه وسألني من اتى بك الى هنا كنت اظن بأن شجاعتي تسعده
فقلت بكل ثقه لقد اتيت مشيا فأنا اعرف الطريق الى البيت جيدا ..
استقبلني ابي بكف ناعم لم اشعر به الا بعد فتره قصيره
وطلب من احد افراد عائلتي بأن يعيدني الى البيت انا وذلك الصديق القديم
.. من الغرائب التي حدثت حينها بأن الصديق القديم لم اعد اراه الا نادرا الان
بينما الذي اوصلني الى البيت برفقته اصبح احد المقربين مني الان
ومن الاشخاص الذين اراهم كثيرا بين فترة واخرى ..

مخرج :
الحياة لا تتغير ولكن الخبرات المكتسبة فيها هي التي تجعلنا نبصر الحياة من اتجاهات مختلفة
لم نكن نعلم لوجودها اشخاص يرحلون واشخاص يقتربون
ولسنا بمعصومين فقد رحنا من حياة اشخاص بمليء ارادتنا
ولكن الجانب الاجمل ان الحياة لا تتوقف عند هذا الرحيل

كيان خالد