لا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا

من الناس من يتكبر بعلمه ويحتقر غيره ويغضب إذا رده أحد أو نصحه، فيهلك نفسه، ولا ينفعه علمه، ومنهم من يتكبر بحسبه ونسبه، فيفتخر بمنزلة آبائه وأجداده، ويرى الناس جميعًا أقل منزلة منه فيكتسب بذلك الذل والهوان من الله.
ومنهم من يتكبر بكثرة ماله، فيبذِّر ويسرف ويتعالى على الناس فيكتسب بذلك الإثم من الله ولا ينفعه ماله.

لا يجوز للإنسان أن يتكبر أبدًا

لأن الكبرياء لله وحده، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي قال الله -عز وجل- الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار

ولأن الكبر يكسب صاحبه كثيرًا من الرذائل، فلا يُصْغِي لنصح، ولا يقبل رأيا، ويصير من المنبوذين.

قال الله -تعالى-ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور
وتوعد الله المتكبرين بالعذاب الشديد، فقال عز وجل -سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير حق-
وقال سبحانه -كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار-
فالله -تعالى- يبغض المتكبرين ولا يحبهم، ويجعل النار مثواهم وجزاءهم، يقول تعالى -إن الله لا يحب المستكبرين-
وقال عز وجل ايض -أليس في جهنم مثوى للمتكبرين-

وقد حذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر، وأمرنا بالابتعاد عنه؛ حتى لا نُحْرَمَ من الجنة فقال لا يدخل- الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر-

قال عليه الصلاة والسلام -يُحْشَرُ المتكبرون يـوم القيامة أمثـال الذَّرِّ -النمل الصغير-في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بُولُس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون عصارة أهل النار

فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس ولا يتكبر على أحد مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه

لأن التواضع من أخلاق الكرام والكبر من أخلاق اللئام

يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، يسافرون إلى سجن من جهنم يسمى بولس ، تغلوهم نار الأنيار ، و يسقون من عصارة أهل النار