تتساءل كثير من النساء عن كيفية الخشوع في الصلاة ؟ خصوصا التي يكون لها أولاد صغار ولا تستطيع الخروج للمصلى للصلاة مع الناس ، أو التي لديها مانع – أيا كان – يمنعها من الخروج للمصلى .
كما أن البيت ربما لا يكون مهيأ لتحصيل أسباب الخشوع من بكاء طفل أو صوت جهاز تسجيل أو تلفاز أو غيرها من الأمور التي تشغل عن الخشوع في الصلاة .
بل إن بعض البيوت لا يكاد يوجد فيها مكان واحد تستطيع المرأة أن تخشع في صلاتها فيه .
والحديث حول الخشوع حينئذ لابد وأن يكون حول عدة أمور منها تهيأة المكان المناسب للصلاة ، ومن الطرق التي تحصل المرأة فيها الخشوع في الصلاة :
1- إسباغ الوضوء والاهتمام به :
والوضوء يكسب النفس سكونا ويكسب القلب طمأنينة وراحة ويشرح صدر المسلمة ويجعلها تقبل على عبادتها بخشوع وتدبر .
2- الاهتمام بأذكار الوضوء :
وهذا الذكر مما يلهج به المتوضئ بعد وضوئه فينتقل من لسانه على قلبه مشتملا على دعائه والتجائه إلى بارئه أن يجعله من أهل التوبة ومن أهل الطهارة والنقاء ، ومقدما دعاءه بالثناء على الله تعالى بكلمة التوحيد فيكون قد أتى بمقدمة للخشوع وهي طلب العون من الله تعالى أن يطهره من الذنوب وعوالق المعاصي وأن يصفي قلبه ويطهره ، وحينئذ يكون قلبه متفرغا مما يشغله عن التدبر والخشوع في الصلاة .
3- أن تهتم بإيجاد مكان مناسب خال مما يعكر صفو الخشوع ،
وإذا كانت الحواس لها عمل فإن إيجاد المكان الذي تسكن فيه الجوارح ولا تشغل بما يلهيها أدعى لتحصيل الخشوع .
فلا تحرص على مكان فيه زخارف أو تحف أو صور أو غيرها مما يلهي البصر ، وأيضا لا تكون في مكان تصدر فيه أصوات تلهي السمع عن الإنصات للقراءة والذكر وتحرص كل الحرص على المكان الذي السماع من الخارج ، ومن المهم أن تحرص على مكان فيه اعتدال من حيث البرودة والحرارة فإن القلب ربما ينشغل بشدة البرد أو الحر فيكون شغله في الجو أكثر من الصلاة .
وبالجملة فإن انتقاء المكان مهم في خشوع الحواس .
4- تخليص الجسم مما يقلل أو يذهب الخشوع :
ومن ذلك ألا تكون محتاجة لقضاء الحاجة أو مضطرة لها ، وكذلك ألا يكون وقت حاجة للطعام أو بعد تناول طعام كثير .
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا صلاة بحضرة طعام و لا و هو يدافعه الأخبثان .
الراوي:عائشةالمحدث:الألباني – المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:7509
خلاصة حكم المحدث:صحيح
ومما يقاس على ذلك كل ما يصرف قلب المصلية ويشغله
كأن يكون وقت إعداد الطعام فيكون ذهنها مشغولا بما هو على الموقد .
وفي أحيان كثيرة يكون لدى المرأة طفل أو أطفال لا يثبتون في مكان واحد فتخاف عليهم من خطورة
ومن ذلك أن تفرغ قلبها مما يشغله من مشكلات وغيرها ، أو تفكير في مواضيع دنيوية لا تمت للصلاة بصلة .
فلا يناسب أن تصلي مباشرة بعد غضب أو خصام
5- الإقبال على الصلاة بتدبر وخشوع وخضوع لله تعالى
فإن تدبر كلمات الله تعالى وأذكار الصلاة واستحضار عظمة الخالق في النفس مما يجلب الخشوع
6- انتظار الصلاة :
وبعض الأوقات يكون الوقت فيه مناسبا لانتظار الصلاة واستغلال الوقت بأنواع الأذكار ، مثل وقت المغرب مع العشاء وهو وقت ليس بالطويل ، وأحيانا تجد المرأة نفسها أمام فراغ يتيح لها البقاء في مصلاها ، فمن المناسب البقاء في المصلى تحصيلا للخشوع وتحصيلا للأجر العظيم
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط . رواه مسلم
وقد تتساءل أحد النساء عن ثبوت الأجر لمن لم تقدر على ذلك بسبب زحمة الوقت وكثرة الأعمال المنزلية ورغبتها في تحصيل فظل انتظار الصلاة ، فهل يتحقق لها ذلك أم لا ؟
الذي يظهر – والله أعلم – أنه يثبت لها الأجر بذلك ، لكن مما ينبغي لها أن يلهج لسانها بالذكر وهي في أعمالها لكي رابط اللسان مع القلب أثناء عملها .
7- اختيار أوقات الخشوع :
فمثل صلاة العشاء يستحب تأخيرها وقد ثبت عن عائشة قالت : أعتم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ثم خرج فصلى فقال إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي . رواه مسلم |
ومثل صلاة الفجر يستحب التغليس بها ، لأن وقت الغلس فيه خشوع أكثر من الإسفار .
ونحن نرى كثيرا من النساء تصلي – ولله الحمد – ولكنها لم ترتقي بإيمانها ولم تتأثر بصلاتها وعبادتها ، والسبب في ذلك هو عدم الحرص على الخشوع ، وكأن الأمر متعلق بإقامة الصلاة ، فيكون إقامة الصلاة عندها بمثابة براءة ذمة .
ولاشك أن الله تعالى لم يشرع الصلاة لهذا براءة للذمة بل شرعها تهذيبا للنفس المسلمة .
يقول الله تعالى :
{اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون }العنكبوت45 .
فالذي لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يستفد من صلاته إلا براءة الذمة ، وخسر ما هو أكبر وأهم من ذلك ، وهو الخشوع والتدبر .
سئل حاتم الأصم (رحمه الله) كيف تخشع في صلاتك ؟
فقـــال : بأن أقوم واكبر للصلاة وأتخيل الكعبة أمام عيني والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي وأن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) تأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة فاكبر الله بتعظيم واقرأ بتدبر واركع بخضوع واسجد بخشوع واجعل صلاتي الخوف من الله والرجاء لرحمته ثم اسلم ولا ادري هل قبلت أم لا ؟ |
والوسائل المعينة على الخشوع أكثر مما ذكرت ، والمجال مفتوح لاستنباطها من أدلة الشرع .
فنسأل الله أن يرزقنا وإياكم الخشوع في العبادات كلها وان يجعلنا ممن يسمع القول فيتبع احسنه.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدي وحبيبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم
ربي اجعلنا من الخاشعين المتذللين لك ياارب,,
طرح موفق
نفع الله بك
بــــــــــــــــاركـ الله فيكـ أختي الغاليهـ ع الطرحـ ارائعـ
في ميزان حسناتكـ
كثرة الله من امثالكـ…
تقبلي خالص شكري
إنتقاء طيب وموفق
جزاك الله خير ونفع بك
طرح رآئـــع وبـغآية الأهميةة
جزآك الله خير الجزآء
وجعله بـ ميزآن حسناتك
يعطيك ألف عافيـه
()
.
جزآآك الله خير
وجعله في ميزان حسناتكـ
جزاك الله خيرا على الطرح القيم والمفيد
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك