ومن حق الإمام على رعيته عدم سبه
إن سبَّ ولاة الأمور ، وغيبتهم ، وغشهم ، والطعن فيهم ، والتشهير مما حرمه الله ورسوله
وهو من كبائر الذنوب ، وهو مخالف لما عليه أهل السنة الجماعة
ومن شعار أهل البدع والضلال والوقيعة في أعراض الأمراء، والاشتغال بسبهم
وذكر معا يبهم خطيئة كبيرة، وجريمة شنيعة، نهى عنها الشرع المطهر، وذم فاعلها
وهي نواة الخروج على ولاة الأمر، الذي هو أصل فساد الدين والدنيا معاً
قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)
(الأنعام27)
وعن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من حمل علينا السلاح فليس منا "
( رواه البخاري )
وزاد مسلم : " ومن غشنا فليس منا "
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار
رواه الطبراني في الكبير والصغير بإسناد جيد وابن حبان في صحيحه
حسن صحيح صحيح الترغيب والترهيب
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عله وسلم قال:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت)
متفق عليه
وعن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء )
وقد روي عن عبد الله من غير هذا الوجه
رواه الترمذي وصححه الألباني
وعن أبي موسي الأشعري – رضي الله عنه –
قالو يا رسول الله: أي الإسلام أفضل؟
قال (من سلم المسلمون من لسانه ويده)
متفق عليه
وقد ورد النهي عن سب الأمراء على الخصوص
لما في سبهم من إذكاء نار الفتنة وفتح أبواب الشرور على الأمة
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله قالوا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا، فإن الأمر قريب)
إسناده جيد ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم
قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله:
ففي هذا الأثر: اتفاق أكابر أصحاب رسول الله
على تحريم الوقيعة في الأمراء بالسب وهذا النهي منهم – رضي الله عنهم –
ليس تعظيماً لذوات الأمراء وإنما لعظم المسئولية التي وكلت إليهم في الشرع
والتي لا يقام بها على الوجه المطلوب مع وجود سبهم والواقعية فيهم
لأن سبهم يفضي إلي عدم طاعتهم في المعروف وإلي إيغار صدور العامة عليهم
مما يفتح مجالاً للفوضي التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير
كما أن مطاف سبهم ينتهي بالخروج عليهم وقتالهم
وتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمي.
فهل يتصور بعد الوقوف على هذا النهي الصريح عن سب الأمراء
– أن مسلماً وقر الإيمان في قلبه، وعظم شعائر الله يقدم على هذا الجرم؟
أو يسكت عن هذا المنكر؟
لا نظن بمسلم هذا ولا نتصور وقوعه منه، لأن نصوص الشرع
وما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم في قلبه من العواطف
والانفعالات التي هي في الحقيقة إيحاءات شيطانية ونفثات بدعية
لم يسلم لها إلا أهل الأهواء الذين لا قدر للنصوص في صدورهم بل لسان حالهم يقول:
إن النصوص في هذا الباب قد قصرت
(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبا)
معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة
وعن زياد بن كسيب العدوى قال:
كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق –
فقال أبو بلال: أنظروا إلي أميرنا يلبس ثياب الفساق.
فقال أبو بكرة: اسكت، سمعت رسول الله يقول :
(من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله)
رواه الترمذي وصححه الألباني
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه :
إياكم ولعن الولاة ، فإنَّ لعنهم الحالقة ، وبغضهم العاقرة
قيل: يا أبا الدرداء ، فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟
قال: اصبروا ، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت
السنة لابن أبي عاصم
وقال أبو إسحاق السبيعي -رحمَهُ اللهُ- :
ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره
رواه ابن عبد البر في التمهيد(21/287) وسنده صحيح
وقال أبو مجلز لاحق بن حميد -رحمَهُ اللهُ- :
سب الإمام الحالقة ، لا أقول حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين
رواه ابن زنجويه في الأموال(رقم34) وإسناده حسن.
وقال أبو إدريس الخولاني -رحمَهُ اللهُ- :
إياكم والطعن على الأئمة، فإنَّ الطعن عليهم هي الحالقة
حالقة الدين ليس حالقة الشعر، ألا إنَّ الطاعنين هم الخائبون وشرار الأشرار.
رواه ابن زنجويه في الأموال(رقم38) وسنده حسن
وقال عبد الله بن عكيم -رحمَهُ اللهُ- :
ولا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان .
فقيل له: يا أبا معبد أوَ أعنت على دمه؟
فيقول: إني أعد ذكر مساوئه عوناً على دمه
أخرج ابن سعيد في (الطبقات) (287)
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
الأمير من أمر الله – عز وجل -، فمن طعن في الأمير فإنما يطعن في أمر الله – عز وجل
رواه أبو عمر الداني في السنن الواردة في الفتن
ولابن الجوزي، أن خالد بن عبد الله القسري خطب يوم أن كان والياً على مكة، فقال:
إني والله ما أوتي بأحد يطعن على إمامه إلا صلبته في الحرم.المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
وعن أبو المصبح الجهني الحمصي، قال:
جلست إلي نفر من أصحاب رسول الله وفيهم شداد أبن أوس، قال: فقالوا: إن رسول الله قال :
(إن الرجل ليعمل بكذا وكذا من الخير، وإنه لمنافق)
قالوا: وكيف يكون منافقاً وهو مؤمن؟
قال: (يلعن أئمته ويطعن عليهم)
ابن بشران في أمالية
و عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال:
ذكرت الأمراء عند ابن عباس، فانبرك فيهم رجل فتطاول حتى ما رأي في البيت أطول منه.
فسمعت ابن عباس يقول :
لا تجعل نفسك فتنة للقوم الظالمين، فتقاصر حتى ما أري في البيت أقصر منه. ا هـ
مصنف ابن ابي شيبة
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أنه قال:
إن أول نفاق المرء طعنه على إمامه
رواه البيهقي شعب الإيمان (279)،وابن عبد البر في التمهيد
وعن أبي اليمان الهوزني، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه -، قال:
إياكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة
قيل: يا أبا الدرداء! فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟
قال : اصبروا، فإن الله إذا رأي ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت
رواه ابن أبي عاصم في (السنة) (281)
وعن أبي جمرة الضبعي قال:
لما بلغني تحريق البيت خرجت علي مكة، واختلفت إلي ابن عباس
حتى عرفني واستأنس بي، فسببت الحجاج عند ابن العباس فقال:
(لا تكن عوناً للشيطان)
التاريخ الكبير(286) للبخاري
وقيل: سمع الحسن رجلاً يدعو على الحجاج، فقال:
لا تفعل – رحمك الله -، إنكم من أنفسكم أتيتم، إنما نخاف إن عزل الحجاج أو مات:
أن تليكم القردة والخنازير.
وعن زائدة بن قدامة، قال:
قلت لمنصور بن المعتمر: إذا كنت صائماً أنال من السلطان؟
قال: لا
قلت: فأنال من أصحاب الأهواء؟
قال: (نعم)
ابن أبي الدنيا (الصمت وآداب اللسان) (291)
وابن الأعرابي في ((معجمه)) (292)
وأبو نعيم في ((الحلية)) (293))
و عن أبي إدريس الخولاني أنه قال:
إياكم والطعن على الأئمة فإن الطعن عليهم هي الحالقة
حالقة الدين ليس حالقة الشعر، ألا إن الطعانين هم الخائبون وشرار الأشرار
رواه ابن زنجوية
وعن معروفاً الكرخي قال:
من لعن إمامه حرم عدله
رواه ابن الجوزي في مناقب معروف الكرخي وأخباره
قال الشيخ العلامة عبد السلام بن برجس رحمه الله
ففي هذه الآثار وما جاء في معناها – دليل جلي، وحجة قوية على المنع الشديد
والنهي الأكيد عن سب الأمراء، وذكر معايبهم.
فليقف المسلم حيث وقف القوم فهم خير الناس بشهادة سيد الناس عليه الصلاة والسلام
فإنهم عن علم وقفوا وببصر نافد كفوا فما دونهم مقصر وما فوقهم محسر.
فمن خالف هذا المنهج السلفي، واتبع هواه، فلا ريب أن قلبه مليء بالغل
إذ أن السباب والشتائم ينافي النصح للولاة
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم:
إخلاص العمل لله
ومناصحة ولاة الأمر
ولزوم جماعة المسلمين)
ومن ظن أن الوقوع في ولاة الأمر بسبهم وانتقاصهم من شرع الله – تعالي –
أو من إنكار المنكر ونحو ذلك، فقد ضل وقال على الله وعلى شرعه غير الحق
بل هو مخالف لمقتضي الكتاب والسنة، وما نطقت به آثار سلف الأمة.
فالواجب على من وقف على هذه النصوص الجليلة أن يزجر كل من سمعه
يقع في ولاة الأمر حسبه لله – تعالي -، ونصحاً للعامة.
وهذا هو فعل أهل العلم والدين، يكفون ألسنتهم عن الولاة ويأمرون الناس بالكف
عن الوقوع فيهم، لأن العلم الذي حملوه دلهم على ذلك وأرشدهم إليه.
معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة
والمتأمل لحال الكثيرين(من المسلمين) يجدهم قد أخلوا
بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وخالفوا أوامر الشريعة
إما عن جهل أو تجاهل أو هوى فوقعت الفتنة بينهم وبين أمرائهم
جمع
رائد أبو الكاس
نقلا" عن :
http://www.google.com.sa/url?sa=t&rc…12pDG0YtBcyDlw
إن سبَّ ولاة الأمور ، وغيبتهم ، وغشهم ، والطعن فيهم ، والتشهير مما حرمه الله ورسوله وهو من كبائر الذنوب ، وهو مخالف لما عليه أهل السنة الجماعة |
جزاكـ الله خيـــ ر
معلومات جديدة… لم اكن اعلم انه لا يجوز سب الولاة حتى لو كانو ظالمين…!!!!!
طرح مفيد وقيم
تحياتي
جزاك الله خير ونفع بك
يعطيك العافية
طرح مفيد
تقبل مروري
والله يجعلها في ميزان حسناتك
ويسلموو عالطرح
جزاكم الله خير على المرور
ونفعكم الله بما قرأتم وعقلتم
والله أسأل أن يجعلنا ممن يعرفون الحق فيلزموه ويتمسكوا به
اللهم آمين
نورتم جميعا"
عن أبي هنيدة وائل بن حجر رضي الله عنه قال:
سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله "،
أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم، ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟
فأَعرضَ عنه، ثم سأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
. رواهُ مسلم.
نسأل الله أن يصلحنا جميعاً رعية ورعــاة وأن يهب لنا منه رحمه إنه هو الوهاب
:
|.. الصخــرة ..|
نقل مـوفق وهـــــــــآم
فجزآك الرحمـــــن جنة الرضوآن
وحفظ قلبك وأبهجك بما يسرك
؛
إضافة قيمة
وحضور بهي
نورتي يا أستاذة