تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » طاعن في السواد

طاعن في السواد 2024.

غرام

من الصعب أن أزيلَ إلى الأبد غُبارَ ذكرياتٍ لأشخاص رحلوا عنّي بعدَ أن أحببتهم، إذ لابُدَّ لذلكَ الغبار أن يتجدد مع كلّ يومٍ أعيشه، لابُدَّ لصُورهم أن تُلتَقَطَ تلقائيًّا بآلةِ الوفاء كلما حاولتُ إحراقهاَ في مدفأةِ الشتاء .. شتاءٌ إختارني رفيقتهُ الأبدية، وإخترتهُ عدوّي الأوحد.
لهذا دائمًا يظلُّ قتلُ العدوّ أصعبَ من تركِ صديق.. فالعدوّ روحٌ مستمرّة وممتدّة، قد تتخذُ أكثرَ من شخصٍ وأكثرَ من شيء، ولكثرتهم يُضحي موتهم جميعًا ودُفعةً واحدة ضربًا من المستحيل.. بينما يصبحُ الصديق بطاقةَ دعوةٍ لإرتباطٍ قصير المدّة بيني وبينَ عهدٍ كُتِب، في عجلةٍ من الزمن، على ورقٍ لا يقرأهُ غيري..!

وقد يحدثُ أن تضيعَ بطاقةُ الدعوة في طريقي إلى كلّ فرح، وقد يحدثُ أيضًا أن ينسى صاحبُ الدعوةِ إسمي، فأصبحُ في نظرِ المحتفلين لصًّا بثيابٍ أنيقة، محمّلة بإعتذارات وتبريرات لايمكنُ لعقولٍ إعتادت تكذيبَ كل شيء.. أن تصدقها.
لاشكَّ أنني في تلك اللحظة سأكون معلقةً دونَ قرار، واقفةً في تردد وجمود بين كراسي لم تحسب حسابَ حضوري.. فإمتلأت كلهاَ بأجساد أُناس لم ينسوا إحضار جوازاتهم قبل الولوج إلى ساحة الإحتفال.

أُصبحُ بعدَ ذلك الإنتظار المطوّل للحظةٍ كنتُ أظنهاَ ملكي … وحدي المتأزمة .. والحزينة …!

أحتفلُ وحدي في زاويةٍ مظلمة بينما لمعانُ كؤوسهم يعكسُ تمتمات شفاهٍ غريبة … ونظرات أعيُنٍ كلها موجهةٌ إلي في إستغراب … دونَ أن أنبسَ بشيء أو أدافع عن نفسي بطُرُقٍ أخرى.

ما جعلني دائمًا قيدَ الهزيمة هو إقتناعي الأعمى والمتواصل بأنّ كلّ من هُم حولي أذكياء وبأنَّ حيلي للإنتصار لا تنطلي عليهم، وبأنهم سيقفون بفخرٍ عندَ نقطةِ الوصول منتظرين قدومي المؤجَّل .. بعدَ أن كانوا قد زرعوا في ذهني وهمَ إنتصار…!

!

كنتُ دائمًا منكسرةَ الظّلّ .. لا لعيبٍ في شكلي .. بل لعيبٍ في قَدَري ..!
كنتُ دائمًا منكسرةَ الظّل مهماَ كانت وضعيةُ الشمسِ التي أسيرُ تحتها…
وكنتُ حينَ أخجلُ من ظلّي أختبىءُ خلفَ ظلالٍ أخرى لجدران وأشجار .. كأني أسترُ عورةً أو أتكتمُ على جريمة ..

وعندما أبلغُ نهاية تلك السلسة من الجدران والأشجار ، أدعُو في صمتٍ وبكاء أن لا يمرّ بجانبي أحد حتى لا تفضحَ ضعفي الأعيُن.

كان ظلّي سيكونُ أقوى وأجمل لو رافقهُ ظِلٌّ آخَر لشخصٍ آخر ..
بالتأكيد لن تهمّهُ الأعين بعد تلك اللحظة ، فهي ستنشغلُ عنهُ بي وبذلكَ المرافقِ لي … كعادةِ الأعين التي لا تهنأُ لمشهدِ إثنين في هذه الدنيا…!
ولن تكترث بتلكَ المساحة السوداء التي يسكبهاَ النهارُ على الأرضِ تحتَ خطواتنا .

ولكن .. لابُدَّ لظلّي أن يسترجع وحدته .. وإنكسارهُ الأول في آخر النهار .. حينَ يغيبُ ذلك الشخص ويحلَّ الليل الذي تذوبُ في سوادهِ كل الظلال…!

بقلمــي…!

غرام

سلمت اييدج على هالكلمات الراقية..
استطعتِ من خلالها التعبير عما بداخلك
أهنيكِ على هذا الامتيااز…
يعطيج العافية..

موضوع رائع وكلمات اروع

سلمت يمينك

وادام الله كرم حرفك بالمنتدى

تقبلي اعجابي بما طرحتم

العراب

كلامك له صدى قوي
ربي يعطيك العافيه

غرام

يسلمووو غلاتي ع الموووضووع الجميل

الله يعطيكي العاااافيه

دمتي بحفظ الرحمن

الله يعطيج العافيه
وتسلم إيدج على هالكتابه الرائعه

نقاء

هي الحياة هكذا نتقلب فيها

بين السواد ومحاولة الخرووج منه

تقلبات واعصارات لا بد

أن نواجها ونتجاوزها بأيمننا بالله سبحانه .

تسلميين حبيبتي على الطرح الرائع

ودي وعطر وردي .

عندما يتغلل السواد في دواخل اعماقنا

ندخل في غيبوبه من الهذيان المؤلم

و ننتظر بفارغ الصبر صباح يوم جديد

*******************

نقاء

أبدعتِ في كلماتك النقيه

جعل الله السعاده رفيقه لكِ

مروه

رائع مره ما كتبتي لناا
يسلمووووووووووووووووووووووووووغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.