لما افترض الله – عزَّ وجلَّ – على عبادِه الفرائض كان من رحمته – سبحانه –
فإنِ استقرَّ الإسلام والإيمان في قلبِك واستشعرْت لذَّة الإيمان، ومحبَّة أن تأتمِر بأوامر الله وتنتهي بنواهيه، فيكون ردّ الكريم – سبحانه وتعالى – أن يجعل هذا الذي هو واجب عليك إتيانه ويحرم عليْك تركه تقرُّبًا إليه، فقال في حديثه القدسي: ((وما تقرَّب عبدي إلي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضته عليه، وما يزال يتقرَّب إليَّ بالنَّوافل حتَّى أحبَّه)).
ومع رحمته وعفوه وكرمه، هُناك مَن يهين نفسه ويُلقي بها في المهالك في أوَّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ألا وهي الصَّلاة؛ فقد قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أوَّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة: الصَّلاة؛ فإن صلحتْ صلحَ سائر عمله، وإن فسدتْ فسَدَ سائرُ عمله))، فهي يسيرة على مَن يسَّرها الله عليه، ولكنَّه – سبحانه – جعل فيها اختبارًا ليفرِّق بين المؤمِن والمنافق، وهذا الاختِبار لا يَجتازه إلاَّ مَن وقر الإيمان في قلبه وثبتتْ محبَّة الله – عزَّ وجلَّ – بين جوانحه، هذا الاختِبار
هو (صلاة الفجر).
الدَّرجة العالية: هو أن يتعلَّق قلبُك بها وتواظب عليْها في جماعة.
والفشَل والرُّسوب: هو انتِهاء صلاة الجماعة وأنت لستَ بين الصُّفوف، في أي بيتٍ من بيوت الله؛ ولأهميَّة هذا الاختِبار كان النَّبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – يستخْدمه للفصْل بين المؤمِن والمنافق
قال رسولُ الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يَعلمون ما فيهما لأتوْهُما ولو حبوًا، ولقد هممتُ أن آمُر بالصَّلاة فتقام، ثمَّ آمُر رجلاً فيصلِّي بالنَّاس، ثمَّ أنطلق معي بِرجالٍ معهُم حزمٌ من حطَب إلى قومٍ لا يشْهدون الصَّلاة، فأحرق عليهم بيوتَهم بالنَّار)).
ولعلَّ الجميع يعلم أنَّ النَّوم هو المانع الرئيس من صلاة الفجْر، والرَّجل يضربه في رأسه، وأشرف ما في الإنسان رأسه، والسَّبب في النَّوم.
أيُّها المؤمنون والمؤمنات، الأمر جدّ لا هزل فيه.
ويكفيآ شهود الملائكة لصلاة الفجر؛
من حديث أبي هُرَيْرة أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة باللَّيل وملائكة بالنَّهار، ويَجتمِعون في صلاة الفجْر وصلاة العصر، ثمَّ يَعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم – وهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركْناهم وهم يصلُّون وأتيناهم وهم يصلُّون))، ثُمَّ يقُولُ أبُو هُرَيْرة: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]، زاد ابن خزيمة في صحيحه: ((إنَّ الملائكة تقول: اللَّهمَّ اغفِر له يومَ الدِّين)).
فانظُر – رعاك الله – إلى الفارق الهائل بين أن تقول ملائكةُ الرَّحمن لله – عزَّ وجلَّ -: وجدنا فلانًا يصلِّي صلاة الفجر في جماعة، وبين أن يقولوا: وجدنا فلانًا نائمًا غافلاً عن صلاة الفجر.
المصدر)(صيد الفوائد)(
أسال لله لنا ولكم الهدايه والثبات
يسلمووووووو
وجعـــــله الله في موازيين أعمــــــالك
يعطيكِ العافيه
جزاااك الله كل خير
وجعله في ميزاان حسنااتك…
يعطيكِ العافيه
.