تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » صرنا مع السيل العنيف غثاء

صرنا مع السيل العنيف غثاء

  • بواسطة

صرنا مع السيل العنيف غثاء


بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


انـــظــــر تـــأمــــل هـــجــــرة فــيـــحـــاءَ
وارقـــــب شــذاهـــا عــطَّـــر الأجـــــواءَ
واذكـــر تفـاصـيـل الـدقـائـق سـجـلــت
أحـــداثـــهــــا والـــــغـــــار والأنـــــبـــــاءَ
واكــتــب قـصـيــدة هــجـــرة مـيـمـونــة
فـيـهــا تـسـابــق بـالـهــدى الـشـعــراءَ
بالـنـثـر عـنـهـا فـــي بـيــان فـصـاحـة
صــاحــب بــهــا بالـمـنـتـدى الأدبــــاءَ
واسمـع .. تـحـدث للحـضـور بـنـدوة
تــحــوي الــكـــرام الــســـادة الـعـلـمــاءَ
فالـهـجـرة العـصـمـاء شـعــت نــورهــا
لـلـنــاس تـغـشــى بـالـسـنـا الأرجــــاءَ
بــجــمــال إشــــــراق بـــديــــع طـــيــــب
تعطي الجميع على المدى الأضواءَ
جــــاءت بــآيــات الـكـتــاب بـوحـيـهــا
نـــصـــر مــبــيــن مــــــزق الأعـــــــداءَ
والغار يحتضـن الحبيـب المصطفـى
وصــديــقــه الــصــديــق والأصـــــــداءَ
وأمـامــه عــــش الـحـمـامـة يـحـتــوي
بــيــضــا رقــيــقــا حـــيَّـــر الــجــهـــلاءَ
وخــيــوط بــيــت الـعـنـكـبـوت يــشـــده
شــــــــــدا يـــشـــتــــت لـــلـــمــــلا الآراءَ
فـتــفــرقــوا وتــحــســـروا وتــقــهــقــروا
وتـــرقـــبـــوا الــــخـــــذلان والأنـــــــــواءَ
مـهـمـا أعـــدوا مـــن مـكـائــد شــقــوة
كـانــت لـهــم فـــي العالـمـيـن شـقــاءَ
إبـلـيــس ضـيَّـعـهـم بـنـصــح مـكــابــر
يــلــقــى الـــهــــوان ويــلــعـــق الأدواءَ
وتــــــراب ذلـــهــــم تــنــاثـــر فــوقــهـــم
بـغـطـيـطـهـم وخــســارهـــم يـــتــــراءى
وبــجــوف (ثــــور) غـــــارُه بـجــســارة
بـالـحـب يــرقــب بـالـثــرى (أســمــاءَ)
ذات النـطـاقـيـن الـكـريـمــة سـجَّــلــت
تــاريـــخـــهـــا مــتـــألـــقـــا وضــــــــــــاءَ
و(سـراقـة) المخـتـال بالخـيـل الـــذي
بـالـبــيــد يـــرمــــح بـــكــــرة ومـــســــاءَ
رام الــثـــراء بـنـوقــهــم فـاسـتـرسـلــت
أوهــــامــــه تــســتــعـــذب الـــخـــيـــلاءَ
فــثـــوى بـأكــنــاف الـــرمـــال مــقــيــدا
مستعـطـفـا طـــه .. يــريــد نــجــاءَ !
فنجـا الأسيـرُ مـن الـهـلاك مشـاهـدا
لــحــبــيـــبـــنـــا ورســـــولـــــنــــــا الآلاءَ
ستنـال يومـا يـا ابـن (مالـك) جـهـرة
بــســوار كــســرى بـالـحـيــاة ثـــــراءَ !
وعــــدُ الـنـبــيِّ الـهـاشـمــي تـحـقـقــت
أقـــــوالُـــــه تــســتـــشـــرف الآنـــــــــــاءَ
فهو الحبيب المصطفى نور الهدى
مـن نــال فــي ســوح الـعـلا الإســراءَ
وهـو الـذي قـد حـاز فـضـلا شاسـعـا
مـــــن ربـــــه نـــــال الـنــبــيُّ عـــطـــاءَ
وانـظـر مسـيـرةَ (أحـمـد) فــي هـجــرة
وصــديــقـــهَ الــصـــديـــقَ والــبـــيـــداءَ
وارقــب (أبـــا بـكــر) بـسـيـر مـشـفـق
حــــول الــرســول يــراقـــب الأنــحـــاءَ
وادخـــــل بــحـــر للهواجــــــر خــيــمــة
فـيـهـا (أمُّ مـعـبـد) تـنـظـر الـصـحـراءَ
والـشــاة عــانــت بـالـهــزال كـسـادهــا
تـلـقـى بـكــف المـصـطـفـى الإحــيــاءَ
درت شـــــرابـــــا وافــــــــــرا مــتـــدفـــقـــا
عـــذبـــا شــهــيــا لـلـجـمــيــع هـــنــــاءَ
بـبـهـاء مـعـجـزة الـحـبـيـب (مـحـمــد)
نــــالــــوا بــخــيــمـــة جـــدبـــهـــا إرواءَ
يا سعـد (عاتكـة) بوصـف المجتبـى
حــــازت بـحــســن بـيـانـهــا الـعـلـيــاءَ
وســمـــت لآفـــــاق الـبــلاغــة كـلــهــا
ورقـــــت رقــيـــا يـســبــق الـفـصـحــاءَ
ومـضـى الحبـيـب لطيـبـة فتضـوعـت
بــقـــدوم طـــــه الـهـاشـمــي صـــفـــاءَ
مـســكــا وريـحــانــا وعـــطـــرا طــيــبــا
يــســري يـصـاحــب لـلـمــروج نــمـــاءَ
بـمـديــنــة هـــبـــت لـلـقــيــا (أحـــمـــد)
بــنــشـــيـــد حــــــــــب لـــهـــفــــة وولاءَ
شـــوقـــا إلـــيـــه تــرنــمــوا بـــودادهـــم
لازال يـــلـــقـــى بـــالـــربــــوع ثـــــنـــــاءَ
وثــوى الحبـيـب بطيـبـة يـدعـو بـهــا
بــشــريــعــة الله الــعــظــيــم دعــــــــاءَ
بـالــحــق لــلإســـلام قــامـــت دولــــــة
عـظــمــى تـحــقــق لـلـجـمـيـع نـــقـــاءَ
وتُــقــدم الإحــســان نـهــجــا صـائــبــا
لــلـــنـــاس تــــرجــــو لــلــســقــام دواءَ
هـــذا هـــو الإســـلام ديــــن شـريـعــة
ضــمـــت لــنـــا وســطــيــة ســمــحــاءَ
بـالـهـجـرة الــرغــداء أيــنــع روضــنــا
ظـــــلا يـظــلــل بـالــهــدى الــســعــداءَ
فـبـهــا دروس لــــو تعـلـمـهـا الـــــذي
قـــد زاغ نـــال مــــع الـضـيــاء لــقــاءَ
يـــــا أمـــــة الإســـــلام هـــيـــا لــلــعــلا
كــنـــا نــعــانــق بـالـشــمــوخ ســـمـــاءَ
بالـعـز كـنـا لـيـت شـعـري مـــا جـــرى
لـنـكــون لـلـقــوم الـلــئــام غـــــذاءَ ؟!
لـــمــــا تــركــنـــا شـــرعــــة مــــبــــرورة
صـرنـا مــع الـسـيـل العـنـيـف غـثــاءَ
صـلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلــــه
مــا ســـح غـيــمٌ بالـفـضـاء الـمــاءَ !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.