شدو المطر

يـنـزفُ الـغـيـمُ غـيـثـاً يُـسـقـي قُـلُـوب الـفـيـافـي ،،
و تـنْـفُـثُ السـمـاء مِـسْـكـاً يـعـبـق بـزهـور الـعـاشـقـيـن ،،
و تـعـود الـمُـزن لِـتـدقّ نـفـسـهـا عـلـى أوتـار مـثـيـلاتـهـا
لِـ يـتـنـاثـر مـنـهـا زُلالاً رخـيـمـاً يُـشـجـي أسـمـاع الـمُـشـتـاقـيـن ،،
ثـمّ أرانـي أتـراقـصُ أمـلاً عـلـى دفـقـاتِ الـديـم ،،
و يُـرافـقـنـي طـيْـفـكَـ الـبـريء لِـ يـجعـل لـنـغـمـاتِ الـمـطـر
لـذّةٌ يـسـتـغـيـهـا فُـؤادي بِـشـراهـة ،،
فـنـغـوصُ شـجـنـاً ،،
و أتـمـايـس أنـا خـجـلاً فِـي خِـدْرِ يـديْـكْـ ،،
و يـلـفّـنـي بـنـان طـيْـفـكـ بـجـنـون لـذيـذ ،،
لأعُـودَ ثـمِـلـةً أتـرنّـحُ سـعـادة عَـلَـى رنـيـنِ خُـطـواتـكْـ ،،
ربّـاهُ مـا أشـهـى الـغـيْـث و هُـو يـتـسـاقـطُ زخّـاً عـلَـى
فـاه وِجْـدي ،،
لِـتـنـمـو بـذور الـعـشـقِ فـيـهِ ،،
و تُـصـبـح غـابـاتٍ مُـتـرفـة
بِـ أحـاسـيـسٍ تـفـوح بِـ شـذى روحـكـ ،،

لِـ تـتـكـاثـر أصـنـافُ الـولـه فـيـهِ ،،
و تـدخـلـه جـوْقـات بـذخٍ
مـنْ حـبٍ يـنـسـلّ مـنْ ديـبـاجِ قـلْـبـكْـ ،،
و لِـ يـنْـضُـجَ أقْـحـوانَ الأنـوثـة فِـي تـفـاصـيـلِ أنّـاي ،،
فـ أزداد نـضـارةً تـنـبـعِـثُ مـنْ وهْـجِ تـقـاسـيـمـكـ ،،

ربّـاه إنّ الـمـطـر شـهـي لأنّـه بـمـذاقِ أنـسـامـه ،،
و نـقـيٌ لأنّـه غـنـيٌ بِـ عِـطْـرِ أنـفـاسِـه ،،

و إنّ أنـغـام الـمـطـرِ شـجـيّـة
لأنّـهـا امْـتـزجـت بِـ هـديـلِ خـفـقـاتـه ،،

ربّـاهُ إنّ رحـيـق الـمـطـرِ يـزيـدنـي عِـشـقـاً ،،
و يـغـمـرنـي حـنـيـنـاً ،،
و يـمـلأ أقـداح عـروقـي شـوقـاً ،،
،،،،

فـ يـا أيّـهـا الـغـيْـم لا تـتـخـثّـر ،، و تـابـع الـنـزف لـتـروي فـيـافـي قـلـبـي ،،
و يـا أيّـتـهـا الـسـمـاء لا تُـوقـفـي زفـيـر الـمـسـكِـ ،،
و تـابـعـي الـنّـفـثَ لـتـعـبـقـي بـزهـورِنـا عِـشـقـاً ،،
ثـمّ يـا أيّـتـهـا الـمُـزن دقّـي عـلـى مـزامـيـركـ بِـلا كـلـلْ ،،
لـِ يَـسّـاقـط رخـيـم الـزُلالِ نـغـمـاً يُـلـهِـجُ أكـنـان أفـئـدتـنـا شـوقـاً ،،

و لـ أُتـابـع الـرقـص بِـ هـوَسِ الـصـبّـة مـع طـيْـفِ ذاكـ الـبـعـيـد ،،
و الـبـهْـجـةُ تـكْـسُـو أجْـزائـي ذرّةً ذرّة ،،