سنين العمر

سنين العمر

‏

كنت سأكتب العنوان سنوات العمر

ولكننى وجدت فى كلمه سنين رزانه وزمن مر بنا

وكنا نحصى ايامه ولياليه

ونستقدم الشهور ونستعجلها

فتأخذ الشهور بعضها بعضا وتأتى نهايه السنه

وماالسنه الا شهرا وراء شهر

وأوراق تتمزق من نتيجه الحائط

نقرأ فيها حكمه هنا ومقوله هناك

وتظل نتيجه الحائط معلقه حتى آخر ورقه فى السنه

ولكننا نستعجل حتى تلك الورقه الاخيره ونحكم عليها بالفناء قبل ان ينتهى اليوم

ونعلق الجديده وما فتحنا فيها اول ورقه بعد ولكنه استعداد بديهى لمعرفه اليوم الجديد

مازال اليوم الجديد مغطى بالنتيجه سنزيل الغطاء فى اول اليوم

وبنا شوق جارف لرؤيته وكأن السنه الجديده مختلفه عن التى مرت

ونعلم لماذا هى مختلفه لانه الامل متعلق بتلك الاوراق وتلك السنه نرجوا فيها خيرا

نستبشر فيها بأنها ستكون سنه للامانى العذاب التى نتمناها ان تأتى

وهى امانى فى علم الغيب نحسها نشدوا بها نتخيلها

سنين العمر

غنتها ام كلثوم سنين ومرت زى الثوانى فى حبك انتا

وان كنت اقدر احب تانى احبك انتا..

.سنين تمر زى الثوانى فى الحب

وسنين تمر بثقل الجبال فى الحزن

وسنين نرجوها

وسنين تأخذ من عمرنا ولا ندرى من فرط السعاده كيف مرت

وجوهنا فى اعيننا هى نفس الوجوه

نفس الطفل الشقى انا اراه واعرفه واحسه

واعود اليه كلما اشتدت الازمات

ولاح الضيق وتوالت الاحزان

سنين العمر نسترجعها…متى اردنا استرجاعها

وانا استرجع شريط الذكريات واستطيع ان الونه

بل وادخل فى اى جزء اريد

واى عمر اشاء من العمر الذى مضى

استطيع ان اقفز للطفوله بسرعه

فهى تؤثر فينا بشده

ونفرح حين نسترجها.

.أرى مدرستى الحسناء

التى كنت احبها وجعلت العلم سهلا

لانى احببت الحروف من شفتاها

كانت تمر فتسقينى من عطرها

فهو عطر اثير كنت اظن انى اتنفسه وحدى

وكثيرا مامرت

وكثيرا ماارتويت بعطرها

اما اذا مالت وحدثتنى وابتسمت لااجد صعبا

لافى الحروف

ولا فى الحساب

جعلتنى اعشق الكتابه والقلم

علمتنى كيف اسطر السطور وانظمها

وعلمتنى الا استخدم الممحاه ابدا

وان افكر قبل ان اكتب حتى لااضطر لهذا

وتعلمت

وكانت تقول ان السائق الماهر لايستخدم الفرامل ابدا الا عند الضروره

وحكت لى ان التأنى فيه السلامه

وقالت امثالا لازلت اذكرها

قالت ان المثل الصينى يقول امشى على مهلك توصل بدرى

وقصت حكايه السلحفاه والارنب

واهدتنى كتاب كليله ودمنه

واشترته لى خصيصا

وكل يوم تقول لى فى اول حصه انهض واحكى لنا حكايه من الكتاب

ولم يكن الكتاب مع احد غيرى

فأحسست انى الراوى الوحيد

واحسستها قمرا قى عمرى

وكلما خرجت من تلك المرحله

اعود

اليها

مرات

ومرات

واستحضر من علمتنى بحب

فعشقت فى شخصها الغالى الحب

كبرت وتوالت المراحل

كل مرحله اكثر جديه من سابقتها

وابدا مهما مرت السنون لاتغادرنى معلمتى

واعود اليها وقتما اشاء

احدثها وتحدثنى

ومرت سنين العمر اماكنا كثيره زرتها

اشخاصا قابلتهم وعرفتهم ثم محت صورهم السنين

والانتقال لوجوه جديده

واماكن كثيره

كل مرحله ارى فيها وجوها اثيره لدى

ابدا ماحملت طوال سنين عمرى حقدا لأحد ولا ضغينه ولا خصام

اقابل اناسا عرفونى فى تلك المراحل

منهم من اذكره

ومنهم من يذكرنى بنفسه

فاعود الى الوراء لاجد اسمه فى صفحاتى

وتمر سنين العمر

ونتحمل المسئوليات التى كنت كلما حدثنى عنها والدى استخف بها

حتى عرفت معناها حين اتى الاولاد

وهم صغار بلا مشاكل ولاماديات كثيره

وهم كبار تقتطع لهم من روحك وتعطيهم لانك مخلوق لاسعادهم

حتى يتحملوا المسئوليه التى كنت استخف بها

وتمر سنين العمر

ونتيجه حائط تختفى واخرى تحل مكانها وسط فرحه استقبال العام الجديد

وكلما تذكرت ارقام السنين التى مرت

كنت انا فيها فى كل يوم من ايامها

سنه وراء سنه

لم اتخيل ان ابى مر على وفاته سته وعشرون عاما

وان امى مضى على وفاتها عشرون عاما

ومعلمتى عشره اعوام

مرت السنين وكل حين يغادرنى عزيز الفته واحببته

ويبقى حديثه

ومقولاته

وخطه

وسطوره التى كتبها لى يوما

وصوره له مازالت معى لم تغير سنين العمر نظرتها ولا ابتسامتها ولكنها تستطيع محو معالمها

كل انسان صادقته كانت له هوايات ممتعه

ومجلات اثيره وسطورا كتبها مازلت احبها

كل من تعلمت على يديه اعطانى شيئا مميزا بالفكر لازلت اذكره

وكتاب من معلمتى

وقصه من صديق

وتجارب فشل فى الحياه

وفرحه عارمه بنجاح وتفوق هنا

وفشل هناك

وتمضى السنين

ومازالت ذكرياتى دافئه والامل موجود

أقرأ القرآن فتستريح نفسى

اواظب على الرياضه

وكانت جريا

اصبحت مشيا سريعا

لكل عمر حلاوته وجماله

اذا لم يعترينا اليأس
ونظرنا الى النصف المملوء من الكوب

لكل عمر جماله

اذا نسقنا أنفسنا مع جمال الطبيعه

وعشقنا الورد

واستمعنا لاصغر عصفور غنى

وسمعنا المطر على زجاج النافذه

واضاء البرق غرفتنا

وان نقرا على ضوء القمر

وان نتخيل اننا على حافته نرى الارض

وهى تحتفل بالسنه الجديده

وكل عام…. وأنتم… وبلادنا ..والعالم بخير.