تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس الخامس

سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس الخامس 2024.

غرام
إن الحمد لله ،نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونستهديه،،ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات

أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا،وبعد فإن أصدق الحديث كلام الله

تعالى،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة

ضلالة،وكل ضلالة في النار ثم أما بعد:

أحبتي في الله،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،لا زلنا مع شرح جوامع كلامه صلى الله عليه وسلم،وذلك

في شرح الأربعين النووية المباركة على صاحبها سحائب الرحمة،وكنا قد توقفنا بمن الله وكرمه عند الحديث

الرابع،
ونكمل إن شاء الله تعالى هذه السلسلة المباركة،ونشرع اليوم بتوفيق الله عز وجل في شرح الحديث الخامس من هذه السلسلة،
نبدأ بحمد الله عز وجل..

غرام

الحديث الخامس:إبطال المنكرات والبدع

عن أُمِّ المُؤمِنينَ أُمِّ عَبْدِ الله عائِشَةَ رَضي اللهُ عنها قالَتْ: قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحْدَثَ

في أَمْرِنا هذا ما لَيْسَ منهُ فَهُوَ رَدٌّ ". رَواهُ البُخارِيُّ ومُسْلمٌ. وفي رِوايَةٍ لمُسْلمٍ " : مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عليه

أَمْرُنا فَهُوَ رَدٌّ ".

غرام

ترجمة موجزة للراوي:
عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها…ومن لا يعرف عائشة رضي الله عنها،،بنت أبي بكرالصديق رضي

الله عنه،،ثاني اثنين إذ هما في الغار،،أمها رومان بنت عامر ،،ولدت رضي الله عنهافي السنة الرابعة بعد بعثة

النبي صلى الله عليه وسلم ،،روت عديد الأحاديث عن رسول الله ،،وبلغ عددها 2210 حديثا منها 216 في

البخاري ومسلم،،تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرها ست سنوات وبنى بها وهي أم تسع

سنوات،كما جاء في صحيح مسلم،كان ذلك بعد وفاة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها،كان عائشة أحب

الناس إلى رسول الله بعد خديجة،كما جاء ذلكفي الحديث الذي رواه الترمذي عن عمر بن العاص رضي الله عنه

قال يا رسول الله من احب الناسإليك قال:"عائشة" قال من الرجال؟ قال :"أبوها" والحديث مشهور إذ بدأ النبي

يعدد الصحابة الأحب إليه فسكت عمر بن العاص :"فسكت خشية أن يجعلني آخرهم"..

مرت رضي الله عنها بأصعب ما يمكن أن تمر به امرأة،وهي حادثة الإفك التي روج لها رأس النفاق عبد الله بن

أبي بن سلول،،فضاقت عليها الأرض بما رحبت ،وتوجهت إلى الله تعالى ،،فأنزل الله تعالىتوبتها من السماء

في قلرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار إلى يوم القيامة،قال تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوابِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا

تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ

عَظِيمٌ"..

جاء في وفاتها رضي الله عنها:"

جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة عند وفاتها فجاء ابن أخيها عند رأسها -عبد الله بن عبد الرحمن بن

أبي بكر الصديق-، فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: " هذا عبد الله بن عباس يستأذن "،وهي تموت،

فقالت: " دعني من ابن عباس ". فقال: " يا أماه !! إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك ". فقالت:

" ائذن له إن شئت ". قال: " فأدخلته "، فلما جلس قال ابن عباس: " أبشري ". فقالت أم المؤمنين: " بماذا؟

"فقال: " ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح منالجسد، وكنت أحب نساء رسول الله إليه،

ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيباً. وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله وأصبح

الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة، وأنزل

الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء

الليل وآناء النهار ". فقالت: " دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً ".

توفيت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين للهجرة. صلى

عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العواممن أختها أسماء

بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمنبن أبي بكر، وكان عمرها

يومئذ سبعا وستين سنة..رضي الله تعالى أن أمنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله تعالى

عنهما،وألحقنا بها وبنبينا وسائر المؤمنين وجمعنا معا في جنات النعيم،آآمين.

غرام
حديث عائشة رضي الله عنها هو حديث عظيم من جوامع الكلم التي أوتيها رسول الله
عليه الصلاة والسلام،،قال فيه العلماء :هو ميزان الأعمال الظاهرة،،وحديث عمر رضي الله عنه
الذي جئنا به في الدرس الأول:"إنما الأعمال بالنيات.." هو ميزان الأعمال الباطنة،،فالعمل له
نية وله صورة،والصورة هي ظاهر العمل،،
وهو قاعدة عظيمة من قواعد الدين،،بها يعلم العمل المقبول من المردود.فكل مخترع في
العبادات لم يأت به رسول الله فهو باطل مردود بنص الحديث الشريف وقس على ذلك من
جميع الأعمال،والقاعدة الفقهية معروفة في هذا الباب وهي:"الأصل في العبادات التوقيف"

قوله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هذا ما لَيْسَ منهُ.." "أحدث" أنشأ واخترع من
قِبل نفسه وهواه ومعناه من أتى بشيء لم يكن مما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام،
ومما جاءت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإنما هو من محدثات الأمور؛
و"أمرنا"ديننا وشرعنا الذي ارتضاه الله تعالى لنا،وهو ما كان عهليه رسول الله وأصحابه.

" فهو رد":. فإنه مردود على صاحبه، ولا عبرة به ولا قيمة له.وذلك لبطلانه وعدم الإعتداد به.



~ يــــتـــبـــع ~

غرام
1-الإسلام دين الإتباع لا الإبتداع: والرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حفظ الإسلام من
غلو المتطرفين وتحريف المبطلين بهذا الحديث الذي يعتبر من جوامع الكلم، وهو مستمد من آيات
كثيرة في كتاب الله عز وجل، نَصَّت على أن الفلاح والنجاة في اتباع هدى رسول الله صلى الله عليه
وسلم دون تزيُّدٍ أو تَنَطُّعٍ، كقوله تعالى:"قلْ إنْ كُنْتم تحِبُّونَ اللهَ فاتّبعُوني يُحببْكُم الله" [آل عمران:31]

وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته،وهي المعروفة
بخطبة الحاجة:"فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور
محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

2-دل الحديث على أن العبادات-من غسل ووضوء وصلاة…-إذا فعلت على خلاف الشرع تكون
مردودة على صاحبها كما أن المعاملات تخضع لنفس الأمر إذ المأخوذ من عقد فاسد يرد إلى صاحبه
ولا يُملك، دليل ذلك ما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاءه سائل يريد أن يغير
حد الزنى المعهود إلى فداء من المال والمتاع، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحال وأبطل
ما جاء به، روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه سائل فقال: " إن ابني كان عسيفاً"أي :أجيراً-
على فلان فزنى بامرأته،وإني أُخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمئة شاة
ووليدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الوليدة والغنم رد عليك"[رواه مسلم]

3-وفي الحديث انه من عمل عملا صالحا ولكن على غير الوجه الذي جاء به رسول الله عليه الصلاة
والسلام فهو مردود عليه أيضا،ومثال ذلك الصلاة والصيام وغيرهما من الاعمال الصالحة،فمثلا من صلى
تطوعا لغير سبب وفي وقت النهي فقد أحدث في دين الله ما ليس منه وعمله مردود عليه وصلاته
بذلك باطلة،ومن صام يوم العيد،فصومه باطل مردود عليه،ومن باع بيعا محرما فبيعه باطل،وهلم جرا..
فكل ما ليس عليه أمر الله ودينه فهو باطل،

4-حسن النية لا يصلح فساد العمل،فمن عمل بدعة بحسن نية فبدعته مردودة عليه،ولو حسُنت نيته.

5-البدعة الحسنة من المصطلحات الباطلة التي لا أساس لها في شرع الله عز وجل،فكل بدعة ضلالة
كما قال رسول الله في حديث خطبة الحاجة،كما أن اعتقاد ذلك يستوجب أن في دين الله نقص-والعياذ بالله-
وأن رسول الله لم يأت بالخير كله ما دامت هنالك بدعة حسنة،وحاشاه ذلك بأبي هو وأمي،،
قال تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"

6-في الحديث الشريف تقرير وتأكيد للشرط الثاني من شروط العمل وهو المتابعة،كما أن حديث
عمر بن الخطاب المذكور سالفا:"إنما الأعمال بالنيات" يؤكد شرط الإخلاص..
وإن من شروط التوحيد ومن شروط شهادة أن محمدا رسول الله أن لا نعبد الله تعالى إلا بما شرعه
وجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم.

هذا ما يسره الله تعالى لنا،، نسأله تعالى ان ينفعنا بما قرأنا وأن يزيدنا علما إنه على كل شيء قدير…

هذا وأرجوا أن لا أكون قد أطلت عليكم،أو قصرت في شرح الحديث،فما كان من خطأ فهو من
نفسي ومن الشيطان الرجيم،وإني أستغفر الله تعالى عليه،وما كان من صواب فهو من الله وحده،
فله الحمد والشكر.
وفقني الله وإياكم لاتباع نهجه القويم،وسنة نبيه الكريم،وجنبنا الإبتداع في الدين،ونهج سبيل
الهالكين،إنه ولي كريم رؤوف بالعالمين،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جــزاك الله خيــــر

وجعلــها الله في موازين حسناتــك

الله يعطيك الف عافيه
على المجهود الرائع
تحياتي
نور

غرام

3-وفي الحديث انه من عمل عملا صالحا ولكن على غير الوجه الذي جاء به رسول الله عليه الصلاة
والسلام فهو مردود عليه أيضا،ومثال ذلك الصلاة والصيام وغيرهما من الاعمال الصالحة،فمثلا من صلى
تطوعا لغير سبب وفي وقت النهي فقد أحدث في دين الله ما ليس منه وعمله مردود عليه وصلاته
بذلك باطلة،ومن صام يوم العيد،فصومه باطل مردود عليه،ومن باع بيعا محرما فبيعه باطل،وهلم جرا..
فكل ما ليس عليه أمر الله ودينه فهو باطل،

4-حسن النية لا يصلح فساد العمل،فمن عمل بدعة بحسن نية فبدعته مردودة عليه،ولو حسُنت نيته.

5-البدعة الحسنة من المصطلحات الباطلة التي لا أساس لها في شرع الله عز وجل،فكل بدعة ضلالة
كما قال رسول الله في حديث خطبة الحاجة،كما أن اعتقاد ذلك يستوجب أن في دين الله نقص-والعياذ بالله-
وأن رسول الله لم يأت بالخير كله ما دامت هنالك بدعة حسنة،وحاشاه ذلك بأبي هو وأمي،،
قال تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"

موضوع رائع ومهم وحديث عظيم ،

جزاكم الله خيراً

""""

جزآك الله خيرآ وكتب لك رضآه والجنه

""""

بارك الله فيك

جزاك الله خير

ورحم الله والديك

واصلح الله لك النيه والذريه والزوجه

جزاك الله خير
يع ـــطيك الع ــــــــــــااافيه يآرب
وجعله في موازين حسنااتك
^_^
mutlu ol yeter

اثابك الله الجنه ولاحرمك الأجر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.