زهرة الربيع بقلمي مراد الخالد

أنا أريد سعادتك

إن الآلام التي غرزت سكينها بقلبك

دماؤها تجري من قلبي

وإنّ الأحزان التي اكتستها نفسك

لهي الأحزان التي أقلقت نفسي

دعيني أمرر ريشتي عليك

لأعيد رسمك من جديد

ألا تودين أن تبتسمي بعمق

وتجرين فوق السحاب

وتغردين مع العصافير في الصباح

إنني الوحيد الذي بقلبه الوان الربيع

ولن أرسمك بغير قلبي

إن كان غيري يأخذ ألوانه

من الخشب والزيت

فألواني أنا من السماء .

…………………………………..

إذا حانَ الربيعُ وراحَ زهــــرٌ .. يفتّقهُ النـــَّـــدى حُلـــلَ المــغـاني

وداعــبهَ النسيمُ وماسَ زهواً .. ونشّــر من شــــذاهُ بكِــــلِّ دانِي

فثمَّ هناكَ قد طابتْ دمـــوعٌ .. تُرقــــرقُ وهـــي ريّــقةُ المــــعاني

ومن ليْ أنْ اصوغَ الحُبَّ شِعراً .. لقدْ عجـــزَ البيـانُ عن البـــيانِ

مُعذّبتي وفي عَينيكِ إســـمي .. وعُنــــواني وميـــــــلادُ الزمــانِ

وقبلَ لقاكِ لم يــكُ لي مكـانٌ .. أتيــهُ هـــوىً فأضحــيتي مكــاني

تعالى الحــــبُّ يا أملي تعالى .. نـــذوقُ منــاهُ أو تفـنى الأمـاني

تعالى الحبُّ عن خطراتِ سوءٍ .. وعن ظُــلْمٍ وعن هَجْــرِ الغواني

تعـــالي أخــبرُ العشّـاقَ عنكِ .. عن الأســــفِ الذي فيـــكِ بَراني

وعن دمعي وعن ليلي وعنِّي .. وعن قمــري وعن نَجــمٍ يَماني

حنان َ اللهِ ما مــسَّ الغـَـــرامُ .. شِغـافَ فــؤادِها وبــها رمـاني

أقتّلُ في الهـــــوى حتى بَليتُ .. ولا رحــمى لديــكِ ولا تـَــداني

مُعلّلتي بماءِ الوصــــــلِ منـكِ .. إذا ما مِـــتُّ ضمـــآنَ الجَنــانِ

فلا برحتْ بوادي النـَّــاسِ قَفْراً .. ولا سُقيــــــتْ بِمُنْــهلِّ الحَواني

يقولُ الناسُ إنّك خُنـــتِ عَهدي .. وما أنا بالمصــــدِّقِ ما دَهاني

لأنّك زهــــرةُ الأيّــامِ عمــري .. على ألمــي الــــذي أوهى كياني

فما قُطفـــــتْ بكفٍّ غيرِ كفّي .. ولا سُقيـــتْ بغيــرِ ندى حَنـــَاني

وأكتـبُ فيكِ من شعري وأبكي .. وأضـــحكُ ربما ضَـحِكي كَـفاني

وأعلم أنّكِ الدنـــــــيا تراءتْ .. لمقـــلةِ عاشـــــقٍ في كــلِّ آنِ

فما قبلَ اللــــقاءِ سوى هواكِ .. ولا بعـــدَ اللقــاءِ ســـواكِ ثاني

تعالي وانظري حالي وجسمي .. تعالي واسألـــــي عني زمــاني

وربِّـــك لم أذقْ فيــــك منــاماً .. ولا برحتْ طيوفكِ عن عَيـــاني

ولا كتبـــتْ لغيركِ بيتَ شـعرٍ .. قرائحُ شاعــرٍ خَضِلَ المَـــحـاني

فآهٍ كلَّما لمـــــــحتْ بــــروقٌ .. وآهٍ كلّــــــما عَزفـــــــتْ أغــاني

وآهٍ كلَّـــما قـــالوا جريـــــــحٌ .. وآهٍ كلَّــــما قلبــــــــــي يُعــــاني

أريدُ هـــوىً يذوب القلبُ منه .. وتنهـلُّ المـــــدامعُ مــــنْ رَواني

أريدُ هواكِ أصــــغي لا تقولي .. نعمْ أو لاء قبـــلَ رؤى العيـــانِ

سأرسمُ من معاني الحبِّ فنَّاً .. بريشــةِ شاعــــــــــــرٍ ألفـــــتْ بَنانِي

بألوانِ الســـــــماءِ أصوغُ قلبكْ .. وأهرِقُ بينـها سِـرُّ افْتــــــــتانِ

أنا الرســـامُ هاكِ اليومَ شعري .. كَعقدِ الــدرِّ منــــتظمِ الجُــــمانِ

ويشجي سامعــيهِ بغيرِ لحنٍ .. فكيفَ بصــــوتِ معزوفِ الكَمانِ

بقلمي