تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

  • بواسطة
[F *

السَلآم عليكم ورحمة اللهِ وبركآته ..
رمَضآن مُبآرك عليكم ()*

؛
ليست أول تجربة لي في عآلم الروآيآت ،وإنمآ أول تجربة لي في نشرهآ على عآلم الإنترنت ..
كتبت الكثيـر من الروآيآت ،ولكنهآ ظلت حبيسة الأدرآج ..لأسبآب عِدة ..!

مُترددة أنا كثيراً في طرحهآ ..و لكن بتشجيع من وآلدتي "حفظها الله" وعمتي الغآلية ،أعطآني ذلك حآفز قويّ لطرحهآ لكم ..
و أتمنى أن تنآل على إعجآبكم ..

أقبل النقد الإيجآبي البنّآء ،وليس الجآرح ..
كل من يود أن ينقلهآ ،أرجو أن يذكر إسمي ..!

غرام

الجزء [1] ،الجزء [2]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

التعريف بالشخصيآت

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجزء [3]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجزء [4]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجزء [5]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجزء [6]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [7]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [8]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [9] ،الجُزء [10]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [11]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [ 12]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [13]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [14]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [15]

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة

الجُزء [16] والأخير

رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي، كاملة


آثَارْ !

[أرجو عدم الرد]

*

على كثر العيون اللي اضحكت لي مابكت لي عين
بكيــــــت ولا لقيت لدمعتي عيـــــــــــــــن تواسيني

غرقــــــــت ولا لقيت لصرختي منهو يمـــــد ايدين
تصوبني سهـــــوم الموت مره والـــــــف تخطيني

انا وحظي رجعــــــــنا كل منا خالي الكفـــــــــــين
على كيـــــــف الدهر من وين ما يمشي يوديــني

ذبحني جرحي اللي ثار بي وادما من الصوبــــين
بلاني وين اولي به .. لعب في حسبــــــة اسنيني

خطاي اني وفيـــت وماعرفت العب على الحبلين
خطاي اني اذا حبيــــــــت احب بكــــــــــل مافيني

نعم باقي من عيــــــــــوني لعينك الف دين ودين
لو اجمعها جـــــروح الناس ابقلبك ما تكفيـــــني

ابد ما اتعبه كـــــــذاب والله وصاحب الباليــــــن
وش اللي اذكره بالخــــــير منك لاجل تهدينـــــي

انا تدريــــــن ربي ماخلقني اتبـــــع المقفيــــــن
وربي لو رجعــــــت بكلمتي لاقطع شراييــــــني


الجُزء [1]

في إحدى تلك الضواحي الهادِئة ،منزل يقبع بكبدِ المنآزل المنحصر وضعهم المآدي بينْ المتوسطة والمِخملية ،تكاد تجزم بإنه مهجور ؛ولكن لآ زآلتْ هُنآك ثلاثة أرواح تتنفس بحرقة لفقدهِم الروح الرآبِعة ..

بعدما ألقت الشمس خيوطهآ الذهبية نحو نافذة غرفتهآ ،إستيقظت ..و روحها مفعمة بالنشآط والحيوية لتبدأ يوماً جديد كعادة باقي الأيآم ،دخلت إلى دورة المياة ..وجعلت المياة تنصب بقوة عليها ،تنفست الصعداء ، وإنحنت نظرآتها لساقيها النحيلة البيضاء وهي ترى المياة تنسآب عليهما ..

لمحت طيف والدتهآ ..لتولد عينها اليمنى دمعة امتزجت بالمياة الدافئة
لم تتشبع روحهآ بعد بهآ
لم تتشبع بحنآنهآ بعد ..
فخمس سنوات لم تكن كافية لهآ ..

وهاهي الآن تبلغ العشرين عاماً ..مضت على وفاتها 15 سنة ،ولم ترحل عن بآلها أبداً ،لآ تزآل تحفظ ملامحهآ جيداً ،كيف لا ؟وهذهِ التي أغرقتها يوماً بعطفهآ ..لم تترك لهآ أثراً سوى أباً مختل عقلياً ..وأخاً أغناها عن الدنيآ وما فيهـآ ..

خرجت من [البانيو] الذي بدأت أطرآفه بالتآكل ،لبست ملآبسهآ البسيطة ..
تقدمت لزاوية الغرفة حيث المرآة المهشومة توجد هناك ،ابتسمت برضا على شكلهآ ،لا تنكر أبداً أنها ذآت جمآل فآتن ..

إنعطفت ملامحها نحو عينيها الواسعتين ذات الأهداب الكثيفة و بدأت رحلة الإعجاب نحو أنفها الشامخ نهاية إلى شفتيها العذبة الناعمة المتُشبعة بالحمرة ،تحب دائماً أن تظل أمام المرآة وليوم كآمل ..لا مانع في ذلك ..!

إبتسمت بغرور،لتقول في نفسهآ [يا حظه اللي بياخذني ..]
و انتهت جملتها بضحكة ناعمة رنانة ..!
خرجت من غرفتها وتوجهت ناحية غرفة أخيها [طآرق] ،لم تجده على الفراش ..لكن بمجرد سماع خرير المآء ،علمت أنه يستحم الآن ..توجهت أنظارها نحو والدها النائم بسلام تام ..تنهدت بارتياح ،خرجت بحذر كي لا تزعجه فيزعجها ..!

ذهبت للمطبخ لتُحضِر إفطاراً بسيطاً ..
وضعته على الأرض بالصالة ،سمعت خطوآت تتجه نحو الباب الخارجي ،التفتت نحو هذا الصوت لتجد والدهآ يخرج ،تنهدت بضيق ..!تعلم جيداً ماذا سيجلب خروجه من مشاكـل ..!

خرج من غرفته ،وجاء نحوها وبثغرة إبتسامة تشفي العليل :صباح الخير ..
إبتسمت :صباح النور ..
جلس بجانبها وامتدت يديه نحو كوب "الشاهي" ارتشف منه ثم قال وهو يعقد حاجبيه : أول ما طلعت من الحمام ما شفت أبوي،شفتيه؟
قآلت بنبرة ملؤها الضيق :أيــه ،تو شفته طالع ..
قال بنفس نبرتها :الله يعين عيـل ..
:لا تحاتي ،أكيد بيلاقي أبوصالح ..وعاد بيندمج معه بالسوالف ..!
طارق :المهم لا تنسي دواه ،تعرفي عاد إذا زدنا الجرعة أو قليناها بيكون لها مضاعفات خطيرة ..
قالت بابتسامة :أنسى نفسي وما أنساه ،الله يهديك بس طروق ..
طارق :قلت أذكرش تعـ …
قاطعته ،لتردف :صح صح اليوم بيطلع معاشك ؟!
إبتسم ليقول :أيوه اليوم ..
قالت بفرحة :نعم إني بخلص كل شي بالسوق اليوم ..
ضحك ،وقال :غبنا عيـل ..ولا يهمش كم عذوب عندنا ..؟
قبلّت خده بحب وأردفت :الله يخليك لي ..

؛

منزل فاحش الغنى والرقاء يقبع بمفرده ،لا توجد حوله أية منآزل وكأنه أسد مفترس تخشاه حيوآنآت تلك الغآبة ..

خرجت من غرفتهآ لتتجه نحو غرفة أخيهآ الأكبر ،تحب وظيفة إيقآظ أشقائها ..تستمتع جداً بهم ،فروحهآ المُشآكِسة لم تهدأ بعد منذ طفولتهآ ..!

فتحت باب جناحه الفاخر بهدوء ،وتوجهت ناحية غرفته ،فتحت الباب لتلفحها برودة الغرفة ..أغمضت عينيها بإنزعاج من شدة تلك البرودة ..أخذت "الريموت" ،وأغلقت "المكيف "،وبعدهآ أمسكت ريموت الستائر ،وفتحت تلك الستائر الضخمة ..

إضطربت عينيه بإنزعاج ،فبفتحها تلك الستائر ،إنسدلت أشعة الشمس ..فأصبحت الغرفة ذات إضاءة مزعجة ،تقدمت نحوه بابتسامة شقيّة ،أمسكت بكتفه العريض وشرعت تُهزهْ ..
:فيصـل ،فيصل ،فصول،فيصااال …

تنهدت ،فهي تعلم جيداً بأن نومه ثقيل ،تأملت ملامحه الهادئة ..عكس تلك الملامح الغاضبة ليلة أمس ..
رفعت الغطاء عنه ،ثم صرخت في إذنه :فيصــــــــــــل ..!

فتح عينيه بغضب ،ليرى أخته تبتسم إليه ..
قال بنبرة ملؤها النعاس والخمول :طلعي برا ..
بغضب قالت :أعرف ترا ،إذا طلعت اللحين عنك ..بتكملها رقدة ،وبعدين تعال عاد هآوشني ..
أردفت :قوووم ،بتتأخر عن الشركة ..مادري ليه أبوي خلاك مديرهم ،المفروض فراس ..بس خله يجي من لندن وبيطيرك من كرسيك ..

أغمض عينيه بهدوء ،ولم يعر لها بالاً ..فالبارحة لم ينم جيداً وتفكيره منحصر بالموضوع الذي طرحته والدته ..!

رأته بحمق ،أتت في بالها فكرة مجنونة ،تركته ودخلت الحمام ..أمسكت منشفة وجهه وبللتها بالماء ..ثم ذهبت إليه ..
و عصرتها على وجهه ..

ليفزّ بسرعة والخوف يسري فيه ،رآهآ بجزع ..ومحاجره متسعة بصدمة ..
قال وصدره يعلو ويهبط بشدة :الله يلعن بليسش ..
مسح وجهه بغطاء سريره ،ثم إنحنى لينزل من سريره متجهاً نحو الحمام ..

بينما هي إنفجرت بالضحك ..خرجت من جناحه بالكامل ،وهي تعلم أنه سينتقم منها لاحقاً،لم تجرب بعد الخوض معه بمغامرة ما..واليوم ستخوضهآ ..كم هي سعيدة.!

إتجهت لجناح أخيها [فراس] ..دخلت لغرفته لتجد أن فراشه مرتب ولا وجود لفراس في الغرفة ،تعجبت ..وخرجت متجهة للأسفل ،حيث أمها الآن تتابع آخر نشرات الأخبار وبيديها كوب قهوة صباحية ..!

بمرح :صباح الخيــر..
أم فيصل بصدمة :غووويد ..! ليش ما رايحة الجامعة ؟!
غادة وهي تأخذ قدح لتملأه بالقهوة وتجلس بجانبها :اليوم محاضرتي بعد الساعة 10 ..يمه ،فراس وينه ؟!ما شفتته بالغرفة.!!
أم فيصل ،وهي مندمجة تماماً بالتلفاز :قبل شوي طالع ..
غادة بتفهم :آهـآ ..غريبة طالع مبكر

لَف أمُهآ الصمت ..
لا تود تماماً أن تتحدث بموضوع البارحة ،فهو مزعج لهآ ..ولكن ليس أكثر إزعاجاً بالنسبة لفيصـل ..!

أم فيصل :فيصل نهض؟
غادة :أيوه ..
أم فيصل :المهم قولي له ،ما أبغى أكلمه ..عشان ما يفشل روحه ..!
غادة بدهشة :يمممه !! ليـش ؟
أم فيصل بغضب :ليش ؟ أمس ما سمعتيه لما تكلم معاي ؟كأني أخته مو أمه ..
غادة بعتاب :صحيح ،بس بعد هو منصدم من الموضوع هذا غير أنه هو يعتبرها مثل أخته
أم فيصل :و كلام الناس يا غادة ؟!
غادة :وش لنا بكلام الناس ؟!وبعدين هذه حريته الشخصية وحياته ..مستحيل يبدأ حياة ما مقتنع في شريكته فيها ..!
أم فيصل :فيصل ما صغير يا غادة ،وهذه بنت عمه هو أولى فيها من الغريب..
غادة بضيق :بعدنا على ذي السالفة ؟احس زواج الأهل كله مشاكل ..!
أم فيصل :إلا عاد زواج البعيد اللي زين ،ما نعرف أصلها وفصلها ..
غادة :يممة ،خلاص سكري على سالفة زواجه من سارة ،وبعدين زين أنه سارة ما تعرف عن السالفة ..

صدت نظرات أم فيصل إلى التلفاز بحدة ،راقبت غادة هذه النظرات لتلتفت للخلف وتجد فيصل ينزل من الدرج بهدوء ،تقدم ناحيتهم وهو يرمق غادة بنظرات [الوعيد] ..
ضحكت بخفة ..قال فيصل :صباح الخير ..
غادة بدون أم فيصل :صباح النور ..
شعر فيصل بالضيق وهو يعلم سر صد والدته هذا ..تقدم ناحيتها وقبّل رأسها بعمق ،ثم جلس بجانبها ،وأخذ كفها ليقبّل ظاهره ..

فيصل بهمس حنون: ما رضيتي عنّا ؟!
أم فيصل لم تنطق بحرف ،قالت غادة بمرح :كيف كان الشاور ؟
فيصل :حلو ،بس إن شاء الله بتحصلي مني تسونامي ماهو شاور ..
إتسعت محاجرها بصدمة :تسونامي ؟!
أم فيصل قاطعته لتردف وهي لا تنظر إليه :فيصـل ..
فيصل :سمّي يمة ..
أم فيصل :سارة ؟
فيصل باستغراب :وش فيها ؟!
أم فيصل :خلاص ؟
فيصل فهم أنها لا تود الحديث معه :يمة اللي عندي قلت لش إياه ،سارة يا الغالية أعتبرها مثل غادة بالضبط ..
أم فيصل :لا تخاف بيتغير شعورك بعد الزواج ..!
فيصل تنهد بضيق :طيب أنا ما أبغى أتزوج اللحين ..!
أم فيصل :فيصل أنا لما أقولك تزوجها ما عشاني أبغى أظلمك معها ،لاء يا حبيبي ..والله كلام الناس ما يرحم ..هي تربت معنا من وهي صغيرة ،والكل يقول من أول لين اللحين فيصل لسارة وسارة لفيصل ..!
فيصل :يمة ،الله يخليش لا تلزميني على شي أنا ما أبغاه ..
أم فيصل :طيب عطيني سبب واحد ..!
فيصل :قلت لش ،أعتبرها مثل أختي ..!
أم فيصل :لا هذا ما سبب مقنع [بشك] ،لا يكون حاط بالك على وحدة ..؟
فيصل استغرب منها ..ثم قال لكي يتخلص من هذه المعمعة :يمكن ليش لاء..!
أم فيصل بدهشة :فيــــصل ..!!
فيصل وقف معلناً إنتهاء الحديث :بسير الشركة اللحين ،تأخرت …

ثم ذهب ،تاركاً والدته وشقيقته في دخان الصدمة المنبعث من نار كلمته .!

غادة لوالدتها :ما عليه يمة ،يمكن يقول كذا عشان يسكتنا ..
أم فيصل بهدوء :إذا كان حاط باله على وحدة ما بوقف بطريقه ،الله يوفقه وياها

غادة إستغربت من والدتها ..إهتز هاتفها معلناً وجود مكالمة من إبنة عمها [سارة] ..

غادة :هلـآ سارونة
سارة بمرح :يا هلا والله ..شخبارش ؟
غادة :بخيـر ،وانتِ؟
سارة :مية بالمية ،غويد وينش فيه ؟ما أسمع شي حولش إلا هدوء
غادة وضعت قدمها فوق الأخرى :أنا فالبيت يا ستي ،محاضرتي تبدأ الساعة 10 ،عاد أنا اللحين ناوية أروح ألبس عشان أطلع ..
سارة :آهـآ ،أنا اللحين في طريقي للجامعة ..
غادة :عيل نتلاقى هناك ..في خاطرش حاجة؟!
سارة شهقت :غويدووه ،اللحين أنا اللي متصلة وتسكريه قبلي ،وبعدين أنا ما متصلة عشان أسأل عن أخبارش وجامعتش ..
غادة :عيـل ؟
سارة :يا ربي !!نسيتي إن الملكة الأسبوع الجاي ،متى بتلحقي تشتري لش؟
غادة :لا ما ناسية ،وبعدين كلها فستان وبس ..
سارة :طيب ،يبغى له وقت طويل ،أدري أن ذوقش صعب ويبغى لش حوالي أسبوع كامل ،ويمكن أكثر ..
غادة :حشـآ ،ويش قالوا لش ؟بشتري لي فستان للعرس ؟؟! ترا ملكة
سارة:أشوف مستسهلة الموضوع !! ترا خويي أيوب يبي يشوفش بأحسن صورة ..
إعتلت الحمرة وجنتي غادة ..ثم قالت :خلاص طيب اليوم نطلع بسيارتي ..
سارة إبتسمت ،ثم قالت بخوف :أيوبوه وجع لا تسرع ..

إرتعش قلبها بعنف ،فهذا يعني أن أيوب هو من يقود السيارة الآن ..سارة :أيوة غادة ،تمام تمام ..يلا أنا بخليش اللحين ..
أيوب همس لسارة :سلمي عليها
سارة بفرحة :غويد أيوب يسلم عليش
غادة بخفوت ونبضاتها تعجز عن الهدوء :الله يسلمه ..
صرخت سارة بضحكة :فديــــت المنحرج أنا ..
غادة شعرت بخجل كبير وهي تسمع ضحكة أيوب الصاخبة ،أغلقت الهاتف ..واحتضنته بكفيها ..ولا تزال صدى ضحكاته ترن في أذنها ..

إنه إبن عمها ،لكن لم تحتك معه كسارة ،رغم أنها دائماً تتواجد في منزلهم ..تحبه منذ أن تقدم لخطبتها ،تشعر بالحب ناحيته ،فهو إختارها من بين نساء العالم ،تشعر بشيء عظيم وكأنها ملكت الكون وما فيه ..خطبته منها كانت أكبر تعزيز لأنوثتها ..!

؛

أوقف سيآرته بي ام دبيلو السوداء في موآقف السيآرآت الخآصة بالعآئلة ،ترجل منهآ وأمتدت خطوآته الوآثقة نحو شركة والده ..وصل لمكتبه ،جلس بعدما طلب [القهوة] ..

لآ يزآل الضيق يسري في عروقه ،فكرة زواجه من سارة لا يتقبلهآ بتاتاً ..إنهـآ لا تنآسبني لآ تنآسب شخصيتي ،هذا غير أنني أشعر بشعور الأخوة نآحيتهآ ..تنهد بضيق ،وأنتزع القلم من مكآنه ..ليبدأ عمله أولاً على الأورآق التي بحاجة إلى توقيعه الشخصي ،فهو الآن يحل محل والده بسبب سفرته إلى لندن ..

هم واقفاً بِنّية الذهآب لمكتب أخيه [فراس] ،طرق الباب ثم دخل ..كآن محياه جامداً ،لا حياة فيـه ..إستغرب فيصل من وجه أخيه الأصغر ..
ابتسم قائلاً :صباح الخير
فراس بهدوء :صباح النور ..ثم شتت نظرآته للحاسب الآلي أمامه ..

جلس فيصل بالكنبة الجلد السوداء ..:غريبة !طالع مبكر اليوم ..
فراس :ودي أخلص شغلي اليوم بسرعة ..
فيصل :ما شاء الله ..من وين نازل عليك هالنشاط فجأه ..!
فراس بجمود :من يوم كنت ببطن أمي ..

اندهش فيصل الآن بحق منه ،لم يعتد على هذا الأسلوب معه ،فهو يعرفه بالشخص المرح ..الذي يتكلم مع الآخرين والإبتسامة ترتسم على ثغره ..!

فيصل بشك :فـراس ..
فراس رفع نظراته ناحيته بهدوء ،بدون رد
فيـصل :وش فيك مو على بعضك؟!
فراس :ما فيني إلا العآفية ..سلامات فيصل ..!
فيصل هم واقفاً بعدما رن هاتفه النقال :لي كلام ثاني معك ..
ثم خرج ..

تنهد فراس بضيـق بعدما خرج فيصل ،يشعر بالنقص تماماً ..و موضوع ليلة البارحة لا يزال يشغل إهتمام فراس ويؤرقه ..

إنني أحبها أنا ،لماذا ينسبونها إلى فيصــل هكذا فجأةً ! لماذا ينتزعونها مني بهذه الطريقة المؤلمة ..؟ لم أعـرف للحياة معنى إلا بهـآ ..فلماذا يجردوني من الحياة ويسلبوني منها؟!

أشتدت قبضته على الورقة ،إلا أن تمزقت تماماً ..

سأخبـر أمي اليـوم ..يجب أن تعلم بأني أنا من يستحقها وليس فيـصل ..
همَ واقفاً لمكتب فيصل ..
طرق الباب ثم دخل ،جلس على الكرسي وأنتظر خروج سكرتيره ,
فيصل :أيوه ،ولا يهمك بعدين ..
:تآمر على شي طال عمرك ؟
فيصل :لا
خرج السكرتير لينظر فيصل لفرآس ..ثم قال :هلا ..بغيت شي؟
فراس بتوتر :لا بس خلصت شغلي وجيت عندك
ابتسم فيصل وهو يعلم جيداً أن أخاه يخفي أمراً ما ،ثم قال :عندك حكي ؟
فراس :لآ ،يخي بس كذا جاي عندك أغيـر جو ،خلص شغلك أنا بقرا لي هالجرايد ..

و التقط له إحدى الصحف التي أصدرتها الشركة ،و أخذ يقرأها ليندمج ..!

فيصل ظل يرآقبه بهدوء ،وهو يتوقع أسوء الإحتمالآت ..
رفع فراس نظره ناحية فيصل ،ثم قال بهدوء عكس هيجان المشاعر التي بداخله :فيـصل ،كيف بالنسبة لموضوع أمس؟
فيصل رفع نظره بهدوء ناحيته و قال :إنتهـى
فراس بترقب :على أيش؟
فيصـل بشك :يهمك ؟
انتبه فيصل على نبرته ،ليغيرها :أقصد ليش يعني تسأل؟
فراس بتوتر :أكيد يهمني ،ما أنت أخوي وهي بنت عمـي !!
فيصل :المهم أنتهى الموضوع على أني ما أبيها ،هو زين ما استخفوا وراحو وكلموها كان انا اللحين بخبر كان ..
فراس شعر بالفرح داخله ،ولكنه أخفاه ،ليقول :ليش طيب رفضتها ؟
فيصل بملل :أعوذ بالله ،يخي كذا ما أبيها ،كل أحد يسأل ..
فراس :نبي نعرف سبب ع الأقل
فيصل :مدري ،بس أعتبرها مثل أختي وأحسها ما تناسبني ..كذا ما أرتحت
فراس ابتسم : حلوة مثل أختي ..!
فيصل لم يرد عليــه ليغرق بين أوراقه ،بينما فراس ..شعور الفرح يسري بدآخله ،لكن ..لو أنني ذهبت وخطبتهآ ستثار الشكوك بداخل فيصل ..لا أود أن أكون في تلك الصورة ..!لا أود

يُتبع ()*


تآبع :الجُزء [1]

في منزل أبو أيوب –عصراً- الذي لا يقل ثراءً عن منزل أخيه أبو فيـصل ..

في غرفة عمر الإبن الأصغر ذات 17 عاماً ،يجلس بحافة سريره والضيق يؤرقه ،يتذكر سخرية الطلاب به ،لمستواه المتدني باللغة الإنجليـزية ..لم يتبقى على الإجازة إلا أسبوع ،سيرتاح من تعليقاتهم السخيفة !!

خرج من غرفته وتلك الفٍكرةَ تُشبع بهـآ فِكــرهُ ،يجب أن يقنعهم ،لا يود أن يظل هكذا كـ[الأطرش في الزفـة] بين زملائه !!
شعور مؤسـف حقاً !

توجه للصالة كان هناك أخاه [أيوب] ،قال بمرح عكس ما بداخله :غريبة ما نايم يا البطة ..!
أيوب رفع بصره ناحيته بغضب :من البطة ؟
عمر إبتسم بداخله فهو يعلم أنه أثار أعصابه :أيوب بن عبدالرحمن الجابر ..!
أيوب رفع حاجبه ،ثم قال :يو آر دونكي ..[أنت حمار]

يعلم أنه أثار الوتر الحساس لدى عمر ،لكنه ابتسم ثم قال :بِالله ؟!تحسبني لهالدرحة ما أعرف بالعنجريزي شي؟!
سارة من خلفه :فديت العنجريزي ،تصدق ذكرتني بجدتي ..!
أيوب قال :عمر حبيبي تعال عندي ودي أقولك شي ؟!
عمر انفجر ضاحكاً :حركات قديمة ..!
أيوب :يوه !! أدري بأيش تفكر حالياً ،لكن قصدي شريف [ورمش عيناه سريعاً وهو يمثل البراءة ] ..
ضحكت سارة لتتقدم منه وتشد خده وتقول :فديت البريء أنا ..
أيوب ضرب كفها بخفه وهو يقول :شفيكم متسلطين علي اليوم ؟!
عمر جلس بجانبه ليقول :أيوب ،وين أبوي ؟
أيوب :وش هالهدوء إللي نزل ؟!
عمر بجدية :ودي أكلمه بموضوع
أيوب يرفع حاجبه :أسرار؟
عمر وجهَ حديثهُ لسارة :أبوي بعد ما جا من الدوام ؟
سارة :جاء ،بس اللحين نايم ..

تفهم ذلك ،ثم انشغل تفكيره حول كيفية فتح هذا الموضوع لوالده بطريقة تُرغٍمَهُ أن يوآفق ..فعُمر لا يود أن يظل هكذا مطلقاً ..متفوق في جميع المواد عدآ [اللغة الإنجليزية] ،وهذا أفضل حل عن المعاهد المنتشرة في "عُمان" ،فقد درس في الكثير من تلك المعاهد ودفع الكثير من الأموال ولكن دون نتيجة تُذكر ،أصبح يشك في نفسه ..
"هل الخطأ مني أم منهم ؟" ..

؛

في منزل [أبو طارق] ..

الآن وبهذا التوقيت ،موعد زيارة جارتها أم صالح وزوجة إبنها شوق ..عذوب تعتبر أم صالح الأم الأخرى لهـآ بعد وفآة أم طارق ،أشبعتها بالحنان الذي لم تراه عند وآلدتها ..
كم من مرة مسحت دمعهـآ ؟
و كم من مرة ربتت على كتفهآ ؟
و كم من مرة ضمتها لصدرهـآ ؟

و لكن الآن أصبحت تذهب لمنزل أم صالح قلة ،وذلك بسبب وجود صالح ..
لكن لم يمنع ذلك أم صالح من زيارتهـآ لعذوب ..!

جهزت [الفوالة] و وضعتهـآ في الصالة ،وجلست في إنتظآرهآ ..
سمعت رنين الجرس يصدح في المنزل ،لم تذهب لفتح الباب ،فستدخل أم صالح فهذا منزلهـآ الثاني ..لا يجب عليهـآ الإستئذآن ..!

أم صالح تضم عذوب :يا هلآ ببنيتي يا هلا ..وينش ما تنشافين ؟
عذوب :أهلين بالغالية ..
أم صالح :كيف حالش ؟
عذوب :الحمدلله بخير ،وانتي ياخالة ؟
أم صالح :بخير من الله ..[بعتب] كم مرة أقولش لا تقولي لي خالة ؟
ضحكت عذوب :هههههه ،طيب يا يمة ..خلاص ،كذا زين؟[وقبلت جبينها]
أم صالح بحنان وهي تجلس:جعلني ما أبكيش

عذوب توجهت نظرآتهآ المُنتشية نحو تلك النظرآت الباردة ..إلى الآن وعذوب لا تزآل تبحث عن إجابة شافية عن سبب برود شوق ..
ماذا فعلتُ بهآ ؟ كي تعاملني بهذا البرود والجمود ..!

عذوب ببتسامة :هلا شوق،أخبارش؟
شوق :يا أهلين ..تمام حبيبتي ،وانتي؟
عذوب :تمام ..

ثم جلست بجانب عمتها أم صالح ،وجلست عذوب أمامهن ..
أم صالح :أخبـآر أبوش ؟
عذوب :حالته نفسها ..ما تحسنت !
أم صالح :الله يشفيه ..
عذوب :والله يخلي عمي عبدالله[أبوصالح] ،مسكين مخلي كل أشغاله ومقابل أبوي 24 ساعة …
أم صالح ابتسمت :الصحبة ما تروح ببيسة يا بنيتي
عذوب :ايه والله ،أذكر أول كيف كانوا مع بعض ..الله يرحم أيام أول ..

شوق رسمت ابتسامة كاذبة على ثغرها :أحم ،شوق عاد أنا اليوم بعزمش على العشا ..
استغربت عذوب لكنها ابتسمت .."يمكن ظلمتها وطبعها كذا مع الناس كلهم !!" :أشوف أخوي طارق وأرد عليش..
شوق :ايه عاد ترا عازمة خواتي وأهلي وكذا ..بتكون سهرة كبيرة ..

عذوب شعرت بـ[نغزة] في صدرهـآ ،لا تحب الجمعآت كثيـراً فهي لم تعتد عليها ..:آهـآ ،حلو عيل ..
أم صالح :ايه عاد ما أوصيش ،زني فوق راس طارق زن لين يوافق..
عذوب :هههههه ولا يهمش يمه ..

؛

غادة وهي تأشر على إحدى الفساتين :وش رايش بذاك الفستان؟
سارة وهي تعقد حواجبهآ :أي وآحد ؟الأصفر ؟
غادة :لاء الفضي ..

تقدمت سارة وغادة حيث الفستان المقصود :امم روعة ،بس مو أحلى ذاك الأحمر ؟
غادة :ويع والله مب حلو ..شوفي ذا الفضي ..والله بيطلع حلو ..
سارة بخبث :عاد تصدقي اللون الفضي ،اللون المفضل لأيوب ..
غادة إشتعلت خدودها بالحمرة ،و ضربتهـآ على يدهآ بخفة لتقول :وجع ..
سارة :وجع ؟! أعوذ بالله ..كيف يعني عجبش الفضي؟
غادة تناست إحراجها :ايه ،حلو
سارة وهي تبحث عن العامل :طيب بروح أناديه يطلعه لش عشان تجربيه ..
غادة وهي تجلس على إحدى المقاعد :وأنا أنتظرش هِنا

؛

في بيت أبو فيصل ..

فيصل وفراس يجلسان في الصالة ..يتبادلآن أطراف الحديث المتمحور حول العمل وأحوال الشركـة ..

أم فيصل جلست بالقرب منهم ،ظلت ترآقبهم وترآقب حركآت أياديهم في الحديث ..
خفق قلبهآ بحب لهمـآ ،تتذكرهم عندما كانا صغاراً ،كانا لا يتفقآن أبداً وها هما اليوم يشكلآن توأماً متناسب ..

أم فيصل :ما تبون تتعشون ؟
فيصل :ايـه والله ،بطني يزقزق ..
فرآس قال :وش مسوين؟
أم فيصل :بيتزا على طريقتي الخاصة ..
فراس :يوووه ،من زمان ما سويتيها يمه ..
أم فيصل :ترا اليوم فاضيـة قلت أكسب فيكم أجر
فيصل :تسلم ايدش يا الغالية ..
أم فيصل رفعت حاجب وأنزلت آخر :سمعت آخر خبر فيصل ؟
فيصل ابتسم :أي خبر؟
أم فيصل بخبث :سارة انخطبت ..

فيصل بجمود ،ولم يؤثر هذا الخبر عليه ! :الله يوفقهـآ
فرآس شعر بأن قلبه إقتُلِع من مكآنه ،قآل وهو يبلع ريقه :من خطبهآ ؟
أم فيصل ضحكت :وأنتو صدقتوا ؟
فرآس ابتسم براحة :تضحكين علينا ؟
أم فيصل :أيه ،بس كنت أبي اشوف ردة فعل فيصل
فيصل :و وش شفتي ردة فعلي ؟
أم فيصل :شكلك متعلق في اللي حاط عينك عليها ؟
فيصل [توهق] :قلت لش يمة ،هالوقت بالذات ما فبالي أتزوج ..ليش يعني مُصرين ؟
أم فيصل :ودي أشوف عيالك يا يمة ،أنت مب صغير ..اللحين بتدخل الثلاثين
فيصل :بس أخلص من هالضغط اللي بالشغل ،بروحي أجيش وأخليش تخطبي لي ،بس سارة لا ،واللي يسلمش ..

فراس يلفه الصمت وهو يرآقب حديثهم ،يترقب النتيجة والخوف يدب فيه ..
لا يريد الفوز لأمه ،بل لفيصل ..!!!!

أم فيصل :بس أنت قلت حاط عينك على وحدة !وشلون تبيني أخطب لك على ذوقي ؟
فيصل حاول [يرقع] :تراها تدرس برا ،لو بتطول وكذا ..خلاص بغسل ايدي منها
أم فيصل :هههههه ،عاد ما حب الصراحة ..ببيسة ينباع عندك ..!
فيصل بكذب :هههههه وش لي بها يمة إذا بتقعد هناك سنين ؟
أم فيصل :خلاص عيـل ،متى ما خلص الضغط اللي بشغلك خبرني وأنا بخطب لك بنت الحلال اللي تسرك وتجبر بخاطرك ..

عند إنتهاء هذا الحديث ..
تنهد كل من فيصل وفراس براحة .!!

؛

في بيت أبو أيوب ..

و في مكتب أبو أيوب تحديداً ،حيث التوتر يغلف ملامح عمر ..
أبو أيوب :وش بغيت يابوك ؟
عُمر :يبه أنت تدري أني متفوق في الفيزيا والكيميا والريـ ….
أبو أيوب وهو يحفظ هذه الإسطوانة تماماً :والرياضيات والأحياء وكل المواد ما عدا الإنجليزي ،ايه وبعدين ؟
ضحك عُمر ليتبدد شعور التوتر تماماً ،و يقول :وأنا جربت كل المعاهد اللي بعمان وأحسها ما فادتني وتدري يبه أن السنة الجابة آخر سنة لي ..والجامعة يبي لها انجليزي ..!
أبو أيوب :طيب وأنا سويت لك كل شي اللي تبيه عشان تحسن مستواك في الانجليزي بس ما فادتك ..واللحين وش تبيني أسوي لك ؟!
عُمر :ودي أحسن مستواي بالانجليزي بنفس طريقتك ..
أبو أيوب عقد حاجيبه ليتذكر ،ثم قال :قصدك ودك تروح لبريطانيا ؟
عٌمر وهو يبلع ريقه :ايــه وأوعدك أن مستواي يتحسن ..
أبو أيوب ابتسم :ولا يهمك ..بحجز لك ع أول طيارة وأحسن عائلة ..!
عُمر انصدم من موآفقة والده بهذه السرعة :يعني موافق موافق؟
أبو أيوب :ههههههه ،أيه موافق ،بس عاد اقنع أمك ..شوف يا عُمر أنا بخليك مع عائلة عٌمانية ..يكون أحسن لك …
عٌمر :بس يبة ،أنا أبي أتعلم الإنجليزية من البريطانيين نفسهم ..يكون أفضل
أبو أيوب :و في عمانيين أعرفهم موجودين هناك من سبع سنوات متواجدين ببريطانيا ..أكيد إنجليزيتهم مرة تمام ..
عٌمر اقتنع بفكرة والده ،ثم قال :خلاص مثل ما تبي ..
أبو أيوب ابتسم :يلا ودي أشوفك في الإنجليزي بلبل ،أحسن من الأجانب نفسهم ..
عُمر :ولا يهمك يا الغالي ..
تقدم لوالده وقبّل جبين والده ،بثناء عميق ..ثم خرج وقال :بروح أعطي أيوب وأمي خبـر ..

" ذهاب شخص ما إلى بريطانيا لتعلُم اللغة الإنجليزية ..أو بمعنى آخر ،ذهاب ذلك الشخص إلى عائلة بريطانية والمكوث معهم حوالي 3 أشهر ..و يكون معهم كفرد منهم ،يتعلم اللغة الإنجليزية وبتحاور معهم ..وتكون تلك العائلة على علاقة مع معهد ما ،يوجد ببلد الشخص وببريطانيا ..وهذه العادة منتشرة في عُمان بكثــرة .."

؛

في منزل أبو خالد – أخ أبوفيصل وأبو أيوب –

خالد الإبن الوحيد لهذهِ العائلة ،فأم خالد بعد أن أنجبت خالد ..أصيبت بسرطآن في الرحم مما دعى الأطباء بأن يستأصلوا الرحم بالكـآمل ..
فأصبح خالد الإبن الوحيـد لهم ،ولكن لا زآل ولا يزآل الحب قائماً بين والديه ..رغم إفتقار أم خالد من ذلك السرير المتوآجد في كل إمرأة لإنجآب الأبنآء ..

في غرفة خالد ..
يجلس على كرسيه وبيديه يتأرجح ذلك القلم ،يتذكر ملامحهـآ البريئة ..التي خطفت قلبه منه،لمَ يا قدر تنتزعها مني ؟
إنها لي ..وأنا لهـآ ..!
[وعد] ..حبيبتي الطفلة البريئة ..!لم َ؟!
لآ يدري ..!!

مرّ أمامه طيف ذكرى لا يستطيع نسيانه ،رغم أن هذه الذكرى تعذبه أكثر من إنها تُريحه ..!

كان في السادسة عشر من عمره ،وحيد بين أجهزته الإلكترونية ..!لا أخ ولا أخت يسليانه ..
اقترب من المجلس ليسمع حوار والدته مع أخرى تبكي بوجع

:الله يخليش يا أم خالد ،أنا ما تركت بنتي معش إلا أني واثقة فيش ..!!
أم خالد بخوف :أنا ما عندي مانع ،بس ما ودي أتحمل هالأمانة الصعبة !
ببكاء عميق :واللي يسلمش ،زوجي اليوم بيدخل السجن ،وانتِ تعرفي حآلتنا المادية يا أم خالد ،كيف تبيني أعيل خمس بنات بدون أب لمدة سبع سنوات ..!!!مقدرة وضعي ؟!
أم خالد بحزن :أكيد ياوخيتي ،بس إذا حطيتي معي وعد ،البقيات وين بتخليهن ؟
بشهقة وجع:بوزعهن على اللي أعرفهن و واثقة فيهن ،و بخلي معي أميرة وسهى ..[توأم رُضّع]

أم خالد لم يكن لديها سبب يمنعها من حماية هذه الفتاة المسماة بـ"وعد" ..!
لقد كانت فرحة أكثر من أنها خائفة ،فقلبها يتفطر لرعاية طفل ما ..فـ 16 سنة مضت بدون أطفال وإبنها خالد فتى بآلِغ رآشد ..لم يعد بالطفل الذي تحتاجه أم خالد ..!

[انتهى]


أتمنى أن تحوز على رضآكم ..
وسأكون عند حُسن ظنكم ..

ستبدأ أحدآث الروآية من الجزء [3] ..
فإذا حآزت على رضآكم من الجزء الأول ،سأكملهآ ..!
وإذا كآن عكس ذلك ،فأرجو نقلهآ للأرشيف …

سنتفق لآحقاً على موآعيد الأجزآء "إذا كنتم تودون أن أكملهآ "

آثَارْ !

آثار
مساؤك فيروزي
لنقائك ترقص الفراشات
وتتلألأ الماسات
وتكشف الفرحة
عن سعادتها بتواجدك
لك باقة ورد حمراء

عزيزتي آثار .. بداية جميلة للرواية .. وحبيت شخصية غادة ..
أتمنى تكمليها ولا تترددي .. لأني متأكدة حتى لو ما وجدت تفاعل الآن ربما في يوم من الأيام يقرأها شخص وتنال إعجابه بشكل كبير ..

وعقبال مايكون لك تعامل مع دُور النشر 🙂

موفقة غرام

الجُزء [2]

بعد إنتهاء كلاً من غادة وسارة من الشراء ،ذهبا إلى موآقف السيارات ،أدخلت غادة الأغراض ،ثم صعدت إلى سيارتها لتقوم بتشغيل المحرك ،لكنه فاجأها بأنه يشتغل بدايةً ثم ينغلق ..!!

غادة بخوف :يمممة السيارة ما تشتغل !!
سارة بخوف هي الأخرى :إحلفــي !!
غادة :والله ..
سارة :حاولي مرة ثانية تشغلينها

حاولت غادة مرة أخرى ولكن دون فائدة تُذكر ..

سارة :شوفي يمكن ما فيها ماء ..
غادة :لاء فيها ..توني مشيكتنها في البيت قبل أجي ..

غادة أمسكت بهاتفها النقال لتتصل على أحدِ من أخوانها ..لكن فوجئت بأن شحنه قد نفد !!

غادة والعبرة تخنقها :أووووف ..الشحن مخلص ..وش هاليوم المنحوس بس ؟الفستان ماني راضية فيه ،والسيارة تعطلت والتلفون مخلص شحنه ..
سارة بابتسامة مرحة :وش بش ؟ياخي خلينا نسوي مغامرة والله فلللة
غادة :ماني فاضية لمغامراتك ..!شوفي تلفونك واتصلي على أي زفت ..!!
سارة اتسعت محاجرها :كنت ناوية أتصل على أيوب ،بس ماهو زفت ..على مين أتصل اللحين ؟
غادة :ماني فاضية والله لك ..شوفي أي أحد ..

سارة أتصلت على والدها وكان هاتفه مشغول ..ولم يكن هناك أي خيار سوى [أيوب..]
سارة :غوييد ،عادي ايوب يجي ياخذنا ؟
غادة :سؤالش بايخ ..تدرين ؟
سارة بغمزة:يعني عادي ؟
غادة :ساروووة ،بطلب لي تاكسي ترا اللحين
سارة بضحكة :خلاص خلاص بتصل على أيوب لا تموتين علينا

اتصلت عليه ،ولم تمر خمس ثواني و قد رد عليها
أيوب :هلا
سارة :وينك فيه؟
أيوب :ويا ربعي ..ليش؟
سارة :أنا وغادة في مول […] ،وتعطلت علينا سيارة غويد ..يعني تعال أفزع لنا

مجرد سماعه لإسمها ،شعر بلسعة كهربائية تسري بجسده :طيب ،اللحين جاي ..
سارة بخبث:طيب بسرعة ،لإن غادة ميتة خوف تعرف الدنيا ظلام ..و الجو حااار ..

دب الخوف فيه وهو يجري مسرعاً نحو سيارته :خلاص طيب خمس دقايق وأنا عندكم ..
وأغلق الخط ..
التفتت سارة لغادة ،لتجد محاجرها متسعة بصدمة تُضحك ..
غادة بشهقة :وججــع يوجعك قولي آمين ..!
سارة وقد انفجرت ضاحكة :يا فديت أخوي ما سمعتي صوته لما قلت له عنك ..كيف خايف عليك ..ولا انتي اصلا ما تستاهلي ..!ههههههههههه
غادة بإحراج :والله فشلة يا حمارة ،اللحين إذا جاء بيشوف ما فيني إلا العافية ..أووووف
سارة بغمزة :عادي عادي ،خلي نفسك تعبانة ..!
غادة :عينك ..
سارة وهي ترمش عيناها :حلوة صصح؟

غادة لم تُعِر لها بالاً،فقد أصبح كل تفكيرها يتمحور حول [أيوب] ،تشعر بإحراج كبيـــر …!وسارة لم تقصر معها مطلقاً

غادة شهقت :ساروة ،تخيلي شاف الفساتين ،والله فشلة !!
سارة :يووه عاد غادة زودتيها ترا ..
غادة :ايه زودتها ..ترا مو حاسة فيني
سارة بغمزة: لهالدرجة تحبينه ؟!
ضربتها بخفة على كفيها :تتفنن بإحراجي ..ما شاء الله!!
سارة :هههههههههههه ..فديت المنحرج أنا ..

و من بعيد لمِحا ضوء سيارة مسرعة تتقدم نحوهم ..كان أيوب ،عرفهن من وقوفهن بجانب السيارة المتعطلة تلك ،وكيف لا يعرف سيارة مخطوبته | حبيبته ..!

أيوب نزل من سيارته ،اقترب منهن ،ووجهه يعلوه القلق :ها وش صار ؟
سارة :مافي شي الله يسلمك ،اللهم السيارة تعطلت مادري وش فيها!!
أيوب وهو يحاول إستراق النظر إليها :طيب اركبوا سيارتي اللحين وأنا أشوف وش فيها ..!!

تقدمت سارة نحو سيارة أيوب ،لكن بمجرد أنها خطت خطوة ،شعرت بـ[قرصة] عنيفة على فخذها لتصرخ :آآآآآآآآآخ
أيوب انفجع :وش هناك ؟
سارة بألم :مافيه شي [بهمس] وش فيك يالهبلة ؟
غادة :قبل يدخل سيارتي ،خلنا نطلع الفساتين ..لا يشوفهن
سارة ولا زال الألم مرسوم على ملامحها :متوحشة !!حشا مو إيد..!

غادة صعدت سيارة أيوب ،بينما سارة انعطفت نحو سيارة غادة ،وأخذت الفساتين و وضعتهن في سيارة أخيها .

أيوب صعد سيارة مخطوبته ،لتلفحه رائحة عطرها الزكية
ظل ساكناً ،يستنشق تلك الرائحة الموجعة له ،يريدها أن تتغلغل في شرايينه أكثر ..
شعر بسُكرة لذيذة ،لم يستطع أن يقاوم تلك الرائحة ..!

من سيارة أيوب ،فتحت غادة النافذة لتنظر إليه مغمض عينيه ولا يتحرك قالت لسارة :شوفي أخوك الخبل نايم بسيارتي !!
سارة التفتت لتراه :هههه،ما نايم يا حمارة ..قاعد يشوف العطل ..

في سيارة غادة ..

انتبه على نفسه ،واستيقظ من تلك الغيبوبة ..!ثم قام بعدة محاولات لتشغيل المحرك لكن من دون فائدة ..!لم يعرف سبب العطل ،وهو يود الخروج من السيارة ،لمح ورقة باللون البرتقالي ..إنتزعها وقرأ ما بداخلها ..
لتتسع محاجره بصدمــــــــــة مؤذية !!

في سيارة أيوب ..

كانت غادة تراقبه ،لكن عندما شاهدته يخرج من سيارتها ،أغلقت النافذة بسرعة ..صعد السيارة ،انتبهت غادة لملامحه التي يغلفها جمود مرعب !!
ماذا به؟!

سارة قالت :وش العطل اللي فيها ؟
أيوب :مدري ..!
سارة :عيل نخلي السيارة هنا لين بكرة ؟
أيوب :مدري ..!
سارة باستغراب :وش مدري و مدري ؟!وش فيك؟
أيوب بغضب:سارة انطمي ..واصلة معي ترا

سارة فضّلت الصمت ،فالخوف بدأ يتسرب بداخلها ..مابه هكذا تغير بثواني ؟!
بينما غادة ،كانت الأخرى في حالة إستغراب من تغير مزاجه هكذا فجأة ..!

توجه لمنزل عمه [أبو فيصل] ،نزلت هي بعدما أخذت فستانها ،ومن حُسن حظه أنها مرت بجانب نافذته ..
أسرع بفتح النافذة وقال وهو لا يراها بهمس :سلمي على أحمد ..!

ثم ذهب …..!

بينما ظلت غادة واقفة بمكانها ،لا تستطيع المشي فقدميها لا تنتشلانها من هول الصدمة !!
أحمد؟ من أحمد ؟؟!!

عصرت دماغها ،لتبحث عن هذا الأحمد !!لكنها لم تعرفه ..!
ماذا يقصد ؟!!!
دخلت إلى المنزل ،وكل ما بداخلها يرتعش ..إنه لا يحادثها كثيراً إلا السلام فقط ..لكن هذه المرة حادثها بطريقة بشعة ومؤلمة على قلبها ..!

لا تتحمل هذا منه ،إنه لا يستحقها ،فقد وهبته قلبها ،لماذا يرد لها هذه الإهانة !!
لم تعتد على هذه الإشارات والكلمات ولو كانت غير مباشرة ،فهي مدللة العائلة ..!!!

؛

في بيت أبو طارق ..
بعد موآفقة أخيها طارق بالذهاب إلى تلك العزيمة المدعوّه ،تجهزّت ..وأصبحت في أجمل حُلة ،لبست فستآن بسيط أزرق يصل لأسفل الركبة بدون أكمام ..ويتوسطه حزآم فضي ..
لبست عبائتها وخرجت ..
تشعر بالخوف ربمآ والأرتبآك ..لا تحب مثل هذه الجمعآت ..وخاصة أنها من جهة شوق التي لم تشعر عذوب بالارتياح ناحيتها ..!

لمحت طارق يتآبع نشرة الأخبار :طروق لا تنسى دوا أبوي ..
طارق :لا ماني ناسية ان شاء الله
ابتسمت :طيب أنا بروح اللحين
طآرق :الله معش ،اللي يسمعش يحسب أنش مسافرة ..وأنتي خطوتين ووصلتي بيت أبو صالح ..
ضحكت بنعومة :ههههه …باي
وأغلقت الباب خلفهآ ..!

مثل ما قال طارق ..خطوتين بإتجاه اليسار ،و وصلت للمنزل
رنت الجرس ،ليخرج صالح بحرج :السلام عليكم
عذوب :وعليكم السلام ..

تنحى جانباً ليفسح لهآ طريق الدخول ..
صالح :وش أخبارش عذوب ؟
انصدمت ..كيف يعرف إسمي !أو كيف عرفني أساساً ..وأنا مغطية مُحّياي ..
:الحمدلله بخيـ…

بصوت غاضب من بعيد :يا هلا يا هلا
التفتت عذوب ناحية شوق ،لتتقدم لهآ :أهلين شوق ،أخبارش؟
شوق وهي ترسل تلك النظرآت التي أحرقت جسد عذوب :تمام ..تفضلي البيت بيتش
عذوب وهي تدخل :زاد فضلك
التقت بأم صالح وسلمت عليها وكان سلاماً حاراً كالعادة
دخلت عذوب مع شوق لغرفة الضيوف ..
لتتسع محاجر عذوب بالصدمة !!
لم تكن واحدة أو إثنتان ..بل في حدود الـ 12 ضيفة !!
عذوب سلمت عليهن ،ثم جلست في آخر كنبة
شوق بابتسامة خبيثة :عذوب مرة تأخرتي ..

توجهت جميع الأنظار ناحية عذوب التي خلعت عبائتهآ ،لم تستطع أي فتاة أن تجعل عيناها تنعطف عنهآ ..فكانت ذات جمالٍ فاتنٍ باذخ ..!
عذوب بابتسامة غرور ،وذلك بسبب تلك النظرآت المتوجهة إليها بإعجاب :أووه آسفة حبيبتي ..
شوق بحمق عليها ،لإنها سرقت جميع الأنظار عنها :هههههه عذوب ،سلامات حبيبتي ليه لابسة هالفستان ؟!
عذوب علمت أنها ستدخل بحرب معهـآ ،قالت بهدوء :مو قلتي سهرة بنات ؟وش تبيني ألبس بجامة ..!
الجميع شِهق من جرأتهآ ،لإن شوق كانت ترتدي "بجامة" ،عادية جداً ..!
شوق انحرجت فعلاً ..لكنهآ تغاظت عن ذلك بقول :تفضلوآ تفضلوآ البوفية جآهزة..
الجميع اتجه نحو المكآن المنشود ،وبدأ الجميـع بالأكـل ..
أَثَنى الجميـع عليهـآ ،تقدمت إحدى المدعوآت نحو عذوب ،وقآلت :كيف حالك ؟
عذوب تركت كوب الشاي لتقول :الحمدلله ،وانتِ؟
:تمام والله ،عادي أجلس جنبك؟
عذوب برحابة صدر :تفضلي ..
و أوسعت لهآ بجآنبهآ ..:انتِ اسمك عذوب صح؟
عذوب وارتاحت لهآ :أيه ..وانتِ؟
:إسمي وعد ..!
عذوب :عآشت الأسآمي والله
وعد بحرج :تسلمي
عذوب :تدرسين ؟
وعد :ايه ثاني جامعة ،وانتِ ؟ولا أقول خلني أتوقع ،اممم أولى جامعة ؟!
عذوب ابتسمت :هههههه ،بالله شكلي صغير يعني ؟
وعد :ايه مبين عليك
عذوب :من ذوقش ،أنا الله يسلمش ،لو كنت أدرس بثالث جامعة
وعد باستغراب :ما تدرسين ؟
عذوب :لاء ،بسبب الظروف ..
وعد :آهـآ ،طيب ما ودك تكملين اللحين ؟
عذوب :لا خلاص انسدت نفسي اصلاً عن الدرآسة ..
وعد :حرآم ..لا تضيعين مستقبلك ..
عذوب ابتسمت :لو كنت أبي ،كان بتشوفيني مرتزة في الجامعة حتى بالإجازة ،لكن كذا ما أحب الدرآسة ولا اللي يحبونها ..!!
وعد :هههههه،مثل أختي بالضبط ..
عذوب:صحيح ،أخوآتش هِنا ؟
وعد :لاء ،ترآ أنا جيت مع صديقتي ،يعني حتى شوق ما أعرفها بس كذا لقافة
عذوب :ههههه،نورتي ..طيب وش أسماء أخواتك؟
وعد :نحن خمس بنآت ،أنا وعد الثانية وأختي الأكبر عهد ،والثالثة ملاك والثنتين الأخيرآت توأم أميرة وسهى
عذوب :ما شاء الله ،الله يخليهم وبحفظهم لكم ..
وعد :آمين ..و أنتِ ،كم أخت معك ؟
عذوب :الله ما رزقني بأخوآت غير أخ واحد ،وأغناني عن الكـل
وعد :ما شاء الله ..!

تقدمت أخرى منهن :وعد ..! وجع وأنا قاعدة أدورك ..وأنتِ هنا مرتزة !!
وعد ابتسمت :تعالي تعرفت على صديقة ..
شهقت :خنتيني ما شاء الله بسرعة؟!
وعد :تعالي تعرفي عليها حبوبة مرة
اقتربت منهن لتقول:يا هلـآ بك
عذوب :أهليـن ..
وعد :إسمها فتون ،صديقتي الروح بالروح

؛

في مقر العمل ..

يجلس أيوب في مكتبه ،ولا تزآل تلك الحروف تقطعه أشلاء ..
لمَ؟
حسناً يا غادة ،ستعلمين من هو أيوب ..!
هذا ونحن لم نعقد قراننا ،وانتِ تبدأين بهذهِ الخيانة المؤذية !!

ترك قلمه بضيق ،ليقطع عليه دخول سكرتيره [حمد] ..
:طال عمرك في ضيف إسمه إبراهيم ،يقول أنه عنده موعد معك ..
باستغراب :إبراهيم؟؟ ..لحظة شوي

ألقى نظرة على موآعيد الضيوف ،ولكن لم يرى أحد بهذا الإسم ليقول :يمكن يقصد مكتب فيصل ولا فراس أو خالد ..!
:وأنا وش يدريني طيب ؟
رفع أيوب نظره إليه ليقول :عيد اللي قلته ..!
بأسلوب غير لَبِق:قلت وش يدريني فيه.!
أيوب :طيب تكلم بأسلوب محترم ،لا تخليني أوريك شي ما شفته بحياتك ..
ابتسم بخفة ،ثم قال :ودك شي؟
أيوب بنرفزة: وأنا أمرتك تطلع ؟

تقدم بكل جرأة نآحيته ،ليجلس على الكنبة ..ويضع قدمه اليمنى على اليسرى ..:يلا وش تبي فيني ؟
أيوب ثآر كل عصب فيه :وش هالأسلوب اللي نازل عليك اليوم؟
حمد :أنا ما غيرت أسلوبي يا سيد أيوب
أيوب بصوت عالٍ:طيب أطلع برا أشوف، انقلع..!
حمد بضحكة خبيثة ،خرج من المكتب ..

التقى بزميله ..:هذا الأيوب ،بيندم والله
باستغراب :وش فيه ؟
حمد يرفع حاجب :كذا ماني طايقة ..وأسلوبه زفت مع الموظفين اليوم
:ههههه،وش بتسوي له عشان يندم ؟
حمد بخبث :بتشوف ..
بخوف :يمممة ،شكلك ناوي عليه نية خطيرة
حمد :بس خلني أعرف إسم خطيبته ..والله أنه بيشوف شي عمره ما شافه ..!

يُتبع ()*

تآبع :الجُزء [2]

إتصـل فرآس على إبن عمه خآلد ،ليقضي معه بعضاً من وقته ..
أصبح يشعر بالإكتئآب حقاً ،متردد ..لا يعلم أي خطوة سيمضيهآ ..
ويخآف من أي خطوة يريد أن يتقدم إليها ،لا يود أن يضيّعها منه ..أصبح لا ينآم جيداً..!

ما موقفي إذا طلبت من أمي ..سواءً كانت أمي أو فيصل ..!؟

خآلد :هلا فراس
فراس :أهلين ،وينك ؟
خآلد :في البيت
فراس بكشرة :وأنت ما تمل من ذا البيت ؟يا ليت عندك أحد تتسلى معه
خآلد [كان قبل عندي أحد أتسلى معه وأملي وقتي معه ،لكن حرموني منه] :طيب وش بغيت؟
فراس :ودي نطلع مع بعض ..
خآلد :وين طيب؟
فراس :ندور كِذا ..أمر عليك ؟
خآلد :أيه يكون أفضل
فراس :أعطيني خمس دقايق عيل
خالد :أوكي ،يلا باي
فراس:باي ..

بعد عدة دقائق ..في سيارة فراس ..!
خالد :خلنا نروح الشاطي أول
فراس يغير وجهته إلى شاطئ [..] :أقول ..ذيك البنت وش اسمها عاد ؟
خالد :تقصد وعد ؟
فراس :ايه وعد ،ما تزوركم ؟
خالد :آخر مرة قبل ثلاثة أشهر ..
فراس :باعت العشرة قاعدة معكم سبع سنوآت و تربت معكم ..و في الآخر زياراتها ما دائمة ..!
خالد :السبب أمهآ ،ومكان بيتهم ..مرا بعيد
فراس :طيب أنتو زوروها لا تقطعوها..
خالد :مسوي ناصح ؟! ناوين السبت نروح لها ..أنا وأمي
فراس ابتسم :تحبها ؟
خآلد :وشلون ما أحبها ..و أنا ما شفت بنت إلا اهي ..سبع سنوات يا فراس واهي قدام عيوني ..!ما تبيني أحبها ؟؟
فراس ضحك :ياالله ،خف علينا بس ..ما اتحمل ترا
خالد :اقلب وجهك ..لا تخليني أقوول اللحين عن سارة و مشاعرك الجياشة ،إلا صح ..ما نويت تخطبها وتخلص من عذابك ذا ..
فراس بقهر :ما دريت ؟أمي ناوية تخطبها لفيصل
خالد بدهشة :احلف ؟صدق أنك حمار ،لو تكلمت قبل أخوك أحسن
فراس :لكن اهو ما يريدهآ ..يعني رفض ..
خالد :زين بعد ..كيف ناوي تخطبها اللحين؟
فراس :كيف بيكون موقفي لو خطبتها ؟ياخي أحس ما حلوة ..!
خالد :من جدك ؟قال ما حلوة قال ،يخي عادي ..أخوك ما بيبها ..!ما فيها شي
فراس :ولو ..أحس نفسي بايـخ والله
خالد بتفكير عميق :هو صح والله ..بس عآدي ،اخطبها وتوكل على الله
فراس :تتوقع توافق؟
خالد بضحكة:علامك فراس متوتر كذا ..تراك رجال ما يعيبك شي وبعدين أنت ولد عمها وين بتلقى أحسن منك
فراس :أحسها تميل لفيصل والله ،لما تجي بيتنا ..تقعد تراقب حركآته ..عاد ما يذبحني إلا لمعة عيونها لا شافته
خالد انفجر ضاحكاً:وانت قاعد تراقب ؟يحليلك ..طيب عبّر عن شعورك لها ،خلها تتعلق فيك
فراس رفع حاجبيه :أقول لا تتمسخر أنت و وجهك ..لا تخليني أدعي عليك اللحين وعلى وعد
خآلد باندفاع :واللي يسلمك كله ولا دعاويك ..تصدق ناوي أخطبها
فراس بابتسامة :هذه الساعة المبآركة ..حبيبة الطفولة هههههههههه

؛

في منزل أبو فيصل ..

يمسك بين يديه كوب قهوة ،والأخرى هاتفه المحمول ..يفتح بريده الإلكتروني ليرى آخر الرسائل من والده المتوآجد في لندن ..

إقتربت غادة منه وجلست بالقرب منه ..:فيصل
من دون أن يرفع بصره عن الهاتف :هممم ؟!
غادة :أبيك توديني السوق ،إذا فاضي يعني ..!
رمقها بنظرة ،فهمت معناها :لا تحسبين أني نسيت ذاك اليوم ..
غادة تذكرت عندما عصرت تلك المنشفة على وجهه :هههههههه،أجلها لبعدين..الله يخليك ،أعرف أنك طيب
فيصل وهو يقوم بتعديل جلسته :أي مول ودك تروحي؟
غادة :[……]
فيصل :عيل أجهزي بسرعة ،أنا بنتظرك في السيارة ..
تقدمت ناحيته وقبّلت خده بشدة ..ضحك هو:حشا ما بوسة ذي

ابتعدت عنه وضحكآتهآ تتعآلى ..

؛

في منزل أبو طارق ..

طآرق بصوت عالٍ :جهزتي ؟
عذوب في غرفتها وهي تُعدل ساعتها :أيه أيه ،يلا جاية
خرج وصعد سيآرته في إنتظآرهآ ..رآقب وآلده يمشي مع أبو صالح ..
تنهد بارتياح ،الوآضح أن حالته تحسنت عن ذي قبل ..لك الحمد يا الله ..!!

فُتِحت الباب التي بجآنبه ،لتطل مُهجة قلبه ..صعدت
عذوب بفرح :أول نروح مول […] ..وبعدها نتعشى ،كذا تمام؟
طآرق :ايه زين ،انتِ بس أشري للي تبيه وأنا حاضر
عذوب بحب:فديـتك ،عسى عمرك طويل يا الغالي ..
طآرق: ههه أمين يا الغالية ..

أوقف سيارته في موآقف السيآرات ،ثم نزلا ،متوجهآن جنباً إلى جنب نآحية البوآبة الرئيسية ،دخلآ لتقول عذوب :خلنآ نروح محل […] ..
طآرق:أتوقع في الدور الثاني ..؟
عذوب :أيه ..

توجها ناحية المصعد ،ضغط طآرق الزر ،ليدخلا ..
ولكن قبل أن ينغلق باب المصعد …

في جآنب آخـر ..

غادة :فيصل ودي أروح محل […] بالطابق الثاني ..
فيصل بملل: والله أنك قرفتيني بذي المحلات ..مرة الطابق الثاني ومرة الثالث ومرة الأول ..بالترتيب طيب ،مو كأنا تونا نازلين من الدور الثاني ..
غادة بابتسامة :لا تمل مني يا فيصل ،ترا بعدين بتزوج وبتحزن عليّ تقول يا ليت أني خذيتها و سويت لها ..و ما زعلتها ..
فيصل ابتسم :على الجرح ..يلا أشوف قدآمي ..

غادة انتشرت ضحكآتهآ الخآفتة ،توجهآ نآحية المصعد ..ليدخلآ ،سحب فيصل يد أخته غادة ودخِلا بسرعة إلى المصعد التي كادت بوابته أن تنغلق ..

وقفآ بزوآية مبتعدآن عن عذوب وطارق ..

كلآهم ،يلفه الصمت ..!

وصل المصعد إلى الدور الثاني ،وفُتح الباب ..
خرجت غادة في عجلة ،لم ينتبه فيصل أنها خرجت ..ليخرج طآرق خلفهـآ ..
عذوب وهي تخرج ..كآد الباب أن يمزقهـآ وهو ينغلق عليهـآ ،صرخت بخوف .. ليسرع فيصل الذي كآن خلفهـآ ،و يمسك جآنبي البآب بيديه ،بينمآ هي رجعت بخوف إلى الخلف ليصدم ظهرها بصدره الصلب ..

عندما رأت أن الباب فُتِح مرة أخرى ،خرجت مُسرعة نحو طآرق

خرج هو خلفهـآ ،وقلبه ينبض بعنف ..من سمآع صرآخهآ ..!
وهو يتجه نآحية أخته غادة ..طآرق بهمس :مشكور أخوي
فيصل بابتسآمة :العفو ..

عذوب مشت بجآنب طآرق والخوف لا زآل ينهش جسدهآ :يمة ،والله كان الباب بيفرمني
طارق ضحك :ههههه،عادي ..تصير هالموآقف كثير ،المفروض لما تشوفي الباب ينغلق ،أمسكيه بإيدش وبس
عذوب :أنا ذاك الوقت ما أقدر أصلاً أتحرك
طآرق :حصل خير ..

ودخلا إلى المحل المنشود ..

في الجانب الآخر ..

غادة :وش صآر معكم ؟
فيصل بملل:ما صار شي ،بس انغلق الباب على البنت وعاد اهي الظاهر دلوعة وصرخت
غادة :ههههههه ،والله لو أني مكانها بصيح ما بس أصرخ
فيصل باللامبالاة :وين المحل ؟
غادة وهي تأشر على المحل :ذاك ..

وإتجهآ نآحيته ..

؛

بعد مرور أسبوع ..

في مطآر السيب الدولي ،يجلس في مقآعد الإنتظآر بمفرده ،ينتظر ندآء الطآئرة ..
يتذكر دموع وآلدته وأخته سارة ،لم يستوعب بأن سارة المشاكسة تنسآب منهآ هذه الدموع ..يتذكر أخيه أيوب ،كيف كآن الحزن مرتسم على عينيه ..لن يحضُر الليلة ملكة أخاه ، إنه لم يذهب بعد ..لم يتعدى حدود الدولة ..وهو في شوق إليهم ..!

أبعَد شعور الحزن عنه ،ليحل محله شعور الفرح والإنتصآر ..سيصبح أفضل من جميع زملائه ،ولربمآ أفضل من المُدرّس نفسه ..!
فتح ورقة بيضاء أعطاه وآلده إيآه ..تَضُم إسم الشخص الذي سيذهب إليه ..
[سالم محمد الـ….] ،متزوج ولديه فتاتان ..الكبرى تبلغ من العمر 17 سنة والأخرى أربع سنوآت ..

سيشعر بالإحرآج فعلاً من وجود بنآته ..لن يأخذ رآحته مطلقاً ،أما إذا كآنوا عائلة أجنبية ..سيكون العكس تماماً ..!
لكن لن يشكّل ذلك أية مشكلة بالنسبة له ،سيتعدى جميع المشآكل التي سيوآجههآ ..
فهدفه الأول والأخيـر تحسين مستوآه ..

وأخيراً ،سمع الندآء ..
صعد الطآئرة وجلس بجآنب النآفذة ،وهو يرى ذلك السحآب الأبيض الذي غطى موطنه ..
لآ يستطيع أن يرى جيداً ما بالأسفل ..التفت ،ليرى رجل أجنبي مُسن يجلس بجآنبه ..!
تمنى ألا يُحآدثه ،فهو لا يستطيع الرد عليه سوى بكلمات بسيطة جداً ..

وفعلاً ،حدث مالم يكن يتمناه ..قآل الأجنبي بالإنجليزية : مرحباً أيها الصبي ..
شعر عُمر بالرآحة ،فهو فهِم ما يقوله ..:مرحباً ..
عَلِم ذلك الأجنبي أنه لا يجيد الإنجليزية ،واضحٌ ذلك من نطقه لكلمة "مرحباً" ،لم يشأ أن يحرجه ،فصمت ..!

ارتآح عُمر بأنه لم يكمل الحديث معه ،وهذآ ما يريده ..
عشـر سآعآت سيقظيهآ في الطآئرة ،فضّل أن يأخذ قسطاً من الرآحة لحين وصوله ..

؛

اليوم هو يوم عقد قِرآنِها بأيوب ..تشعر بالخوف ،فمنذ ذلك اليوم الذي قال لها تلك الجملة ،وهي لا تستطيع النوم جيداً ،فقد أثآر تفكيرها بشكل عجيب ..

دخلت سارة :هلا هلا بعروستنآ
غادة بقلق :أهلين ..بليز ساروة ،شكلي حلو ؟
سارة :إلا قمر ..بينهبل أخوي اليوم ..ارفقي بحاله الله يخليك

غادة لم ترد عليهآ ،وهي تأشر للمرأة التي تزينهآ بأن تُكمِل ما بدأت به ..
سارة جلست بالقرب منهآ :و الله بيطلع الفستآن الفضي عليك روعة خاصة مع هالتسريحة ..
غادة بفرحة :جد ؟
سارة :والله ،كيف الأصفر عليّ حلو ؟
غادة :روعة ..
سارة :فديتك والله ..أنا بنزل تحت أشوف إذا جت عنود ..
غادة :خلهآ تجي هِنا مشتاقتنها الحمارة ..
سارة :طيب ..

خرجت سارة ،لتنزل إلى الأسفل ..و ترى الضيوف الذين ازداد عددهم ،لا تستطيع أن تلمح من بينهم [عنود] ..مرت بجآنب المدعوآت وهي تحاول أن تلمحها من بين هذا الحشد الضخم ..

سمعت همس أحد النساء :تبارك الرحمن ،بنت من ذي؟
:هذي بنت سلطان ..تكون أخت المعرس ..
:ما شاء الله ..تجنن

سارة وهي تشعر بفرح كبيــر ،تود أن تذهب إلى هؤلاء النساء ،وتقبّل رأس كل واحدة منهن على هذا المديح ..

و أخيراً رأتهآ :عنود الدبة ..تعالي ..
تقدمت عنود إليها ،و بشهقة :ســـــــــــــآرة !!وجع وش ذي الحلاوة ؟!
شهقت بعنف :بسم الله ،قولي ما شاء الله يالخايسة لا تصكيني بعين
عنود :ما شاء الله ما شاء الله ،لا لا اليوم طالعة قمـــــــر ..والأصفر يجنن عليك
سارة بخجل :من ذوقك فديتك ..
عنود :وين غويد الحمارة ؟
سارة أمسكت بيديها :تعالي فوق تنتظرك ..

دخلآ الغرفة ..
لتتقدم عنود من غادة وتضمهآ بكل حب :مبروك يا البقرة ..
غادة بضحكة :الله يبارك فيك ..
عنود :منه المال ومنك العيال
غادة بحرج :وجــع ..!
عنود :ههههههههههههه ،سارة ورتني صورة أيوب ،ما شاء الله جميــل مرة ..[بغمزة] عادي آخذه ؟بليز أنتِ اليوم لا توافقي عليه ..وبعدها أروح له وأقول أخطبني تكفى أنا معجبة فيك غادة بشهقة :يا الخآينة ،هذا وأنتِ صديقتي وتخونيني كذا ..عيل وش خليتي للباقي؟!وبعدين أيوب لي أنا بروحي
سارة :ههههههههههههههههههه ،أقول غويد ..قد هالكلام ؟
غادة بجرأة :أيه قده ..وش بتسوين يعني ؟
سارة بغمزة خبيثة :طيــب ،تخلص بس الملكة ..بخبره وأقوله عن كل شي
غادة تفتعل القوة :عـآدي ..وقولي له أني أموت فيه بعد ..

سارة وعنود صفقآ بقوة على هذا الإطراء الجريء ..عنود :أقول غادة ،ترآ الكلام ببلاش اليوم ..[وهي تأشر] شوفي سارة كيف وجهها صاير بعد ما قالت ذا الكلام ..ههههههههههههههههه

قطع عليهم الحديث ،صوت طرق أحدهم البآب ..
سارة :بشوف من على الباب ..

فتحت البآب ،لتترآجع خطوآتهآ بشهقة ..:يمة !!
أختبئت خلف البآب وهي تقول بإحرآج كبيـر :هلا فراس بغيت شي ..؟

فرآس عندمآ رآهآ بذلك الفستآن الأصفـر ،ضاع بهآ ..كآنت في غاية الجمآل ،آية في الجمآل .."لا والله ما أتحمل أنا كذا !! لازم أخطبك فأسرع وقت .."
قآل وقلبه يعجز عن الهدوء لحظة ،لآ زال الخفقآن مستمر وبعنف كبير ،مد يديه الحاملة كتآب :عطي غادة خلهآ توقع ..
مدت يدهـآ المرتعشة ،وأخذت الكتآب بخفة من يديه الضخمة السمراء ..
التفت و وقف بجآنب الباب ينتظر الكتآب ..

دآخل الغرفة ..
سارة تتقدم والكتاب بين يديها نحو غادة :وقعي ..
غادة رفعت أنظارها لسارة :وش فيه لونك مخطوف كذا ؟
وضعت يدها على خدها وقالت :لوني ؟!!!
عنود تقدمت وقالت :يلا يلا غويد وقعي ..خلنآ نخلص نبي نرقص تحت ..
سارة وتنآست إحرآجهآ :مخترشة البنت ..
عنود :أيييه ،تبيني أقعد كذا وأنا أسمع الأغآني صاكة صك ..

غادة أمسكت القلم بين يديها ، و وقعت ..والرعشة لم ترحمهآ ،لمحت توقيعه الرآقي ..تأملته للحظآت طويلة ،تحب كل شيء فيه ..!
سحبت سارة الكتآب منهآ وقالت :بسك تأمل في الكتاب ترا ما فيه شي يجذب ..
غآدة رأتهآ بغضب :كيفي ،وش يخصك أنتِ ؟
فرآس من خلف البآب :بسرعة يلا خلصي ..
سارة بسرعة تقدمت ناحية الباب ،ومدت له الكتآب ..ليسحب الكتآب ويديها أيضاً بعجلة لإنه تأخر على الشيخ ..!

ألقى نظرآته نآحيتهآ ،كآن جزء منهآ يظهر من خلف الباب وذلك إثر سحبه ليديهآ ..إستوعب أخيراً أن يديهآ محصورة بين يديه ليترك يديهآ ويقول بحرج :آســف ..
أغلقت سارة الباب ،والدموع متجمعة بعينيها من شدة الإحرآج ..
"الله يلعن بليسك ..ما كفاه سحبني لبرا ،بعد جالس يتأمل فيني ،صدق أنه قليل أدب .."

بعد ربع ساعة ..

في المجلس ،يجلس أيوب في إنتظآر غادة بالمجيء إليه ..
لم يتلهف إلى رؤيتهآ ..يعلم ما السبب ..وذلك بسبب تلك الورقة ،اليوم سيحاسبهآ على ذلك ..!وسترى من هو أيوب ..!!!!!

رفع أنظاره نآحية الباب الذي فُتِح ..لتطل غادة ،عفواً ! بل حورية من الجنة ..كآنت آية في الجمآل ،مرتدية فُستآن فضي اللون ..اللون المفضل لديه ،بدون أكمآم ..وشعرهآ مرفوع إلى الأعلى وتنزل خصلآت نآعمة لتزين وجههآ الدآئري ..

تأمل عنقها الطويل الأبيض كآنت ترتدي عٍقد من اللؤلؤ ..زآدهآ فتنة ..!!
أغلقت الباب من خلفهآ ،وتقدمت إليه ..لتجلس بالكرسي القريب منه ..
قآل بهدوء :مبروك ..
غادة بهمس :الله يبآرك فيك ..

لم ترفع بصرهآ نآحيته ،تشعر بشيء جاثٍ على رقبتهآ من الخلف ويمنعهآ من رفع رأسهآ إليه ..قآل هو بعد صمت :كيفـك ؟
غادة :تمآم الحمدلله ..

وحل الصمت بينهم ..هو يتأملهآ ..ويتأمل خجلهآ ،من المستحيل أن تفعل ذلك ،من المستحيل أن تخونني ..فهذآ الجمآل والفتنة ،لا يُلطَخ بهذه الأعمآل القذرة ..!
قد أكون ظلمتهآ ..أو …!!
لا أدري ،إني هآئمٌ الآن بهـآ وتفكيري منحصر حولهآ فقط ..
إنهآ فآتنة جداً ،و ربما أكون قد سآمحتهآ على ما اقترفت ،فجمالهـآ قد رحمهآ وشفع لها ..!

غآدة ،شعرت بالإستغرآب من هذآ الصمت المُطبَق ..!
لمَ لا يتحدث ؟!
قآلت بهمس :تبي تشرب شي ؟
أيوب :لا ،مشكورة ..
غآدة حآولت أن تتشجع ،وتقول عن ذلك الموضوع الذي شغل بالها :أنا ما فهمتك ذيك الليلة ..!
عقد حاجبيه :متى ؟
غآدة :لما قلت "سلمي على أحمد " ..والله ما فهمتك
أيوب رفع إحدى حاجبيه:يعني ما تدرين ؟
غآدة وأخيراً رفعت بصرهآ نآحيته والدموع إحتقنت بعينآهآ الوآسعتين :لا والله ما ادري عن شي ..
أيوب بمجرد أنهآ رفعت عينآهآ نآحيته ،هَبِط قلبه ببطنه ..:خلاص أنسي
غآدة ،وصوتهآ بدأ يختنق :لا ما ودي أنسى ،أخاف تكون ظالمني
أيوب وتضآيق فعلاً من هذا الحديث :لا ماني ظآلمك ،لا تخافين ..وهذآ أنا أعتذر لو كنت ظالمك ..
غآدة :طيب من أحمد ..؟
أيوب وشعر بالغيرة بمجرد أنها تنطق إسمه على لسآنهآ :شفت رقمه بسيارتك ..ما تعرفيه؟!
غآدة عقدت حآجبيهآ ..لتحآول أن تتذكر ،ثم قالت :شفته في نوتة برتقآلية؟
أيوب :أيه …
غآدة :هذا مُحاضر جاء عندنآ بالجآمعة عن القوة البشرية ،وعطآنآ رقمه لو بغينا نستفسر أو شي ..!

تجمعت الدمآء بوجهه،وقال بغضب :يعني رقمه معك ؟
غآدة بخوف :لاء ،أصلا من ذيك اليوم ونسيت وين خليت الرقم ..حتى أني ما خزنته عندي بالفون ..
أيوب تنهد بارتياح :طيب ،آخر مرة تآخذين أرقآم رجآل كذا ولو كان دكتورك بالجآمعة ..
غآدة :لا مستحيل أصلاً ..
أيوب ابتسم :أيه كذا ..

لم ترد عليه ،ليردف :طآلعة قمر ما شاء الله ..
توردت وجنتيهآ بخجل ..
قآم من مكآنه ليجلس بجآنبهآ ..ويلصق جسده بهآ :ليه منحرجة ؟!ما أعظ أنا والله
غآدة بحرج :طيب خلني أتعود عليك أول ..

حآصر جسدهآ بذرآعيه ،وقربّها منه ..ليقول :تعودي عليّ اللحين طيب
لم ترد عليه ،وهي تشعر بأنها ستنصهر من قربه المؤذي هذا ..ابتعد عنهآ وهو شعر بإحرآجهآ ..ليذهب نحو صندوق هديته ويمده إليها ..
أيوب :هذا تلفون هدية مني وفيه أرقآمي ..
مدت يديهآ وأخذتهآ منه ..و من شدة إحراجهآ نست أن تشكره ..

أيوب يتعمد إحرآجهآ :مافي شكرا؟!
غآدة بخجل فضيع :شكراً ..
ابتسم ،وتقدم نآحيتهآ ليقبّل خدهآ المتورد بجرأه ..

؛

في منزل أبو خآلد ..
و في غرفة خآلد تحديداً ..

متمدد على ظهره ،واضع ذراعه اليمنى على عينيه ..يحآول النوم ،حالته يومياً هكذا
يغصِب نفسه على النوم ..ويحآول ألا يتذكرهـآ ،لكن يحدث ما لا يريده ..و يأتي طيفهآ أمامه ..!

وها هو الآن يمر طيفهآ أمآمه ..قبل ثلاث سنوات ،كآن يبلغ من العمر الـ20 عاما وهي الـ 15 ..

قررت عائلة أبو خالد الذهاب إلى الشاطئ ..وإقامة حفلة شويّ بسيطة ..
جهزوا عدة الشوي ،جلست وعد عند أم خالد ..ترآقبان عمل أبو خالد وخالد ..
خالد كآن يشوي و والده يرآقب اللحم الذي نضُج ..!
حولهم هآلة من لهيب النآر وسط الظلآم الدآمس ،منظرهم كآن أشبه بغرورب الشمس ..!

وعد تُرآقب خآلد بكل إهتمآم ،وبين لحظة وأخرى ..خالد يبتسم لهآ ،لترُد له بالمثل ..!
أبو خالد :يلا هذا آخر مشكاكين ..ونخلص
أم خالد لوعد :يلا وعد ،خلنآ نجهز إحنا الصحون ..
وعد :طيب يمة ..

ساعدت وعد أم خالد بتجهيز صحن السلطة والحمص ،وكؤوس العصائر ..
أبو خالد وخالد إنتهيا من الشيّ ..
أبو خالد :خالد ،روح أعطي المشاكيك لوعد خلها تجهزهن ..
خالد :طيب ..

أخذ المشويات ،وتقدم نآحية وعد التي كانت بالقرب من السيارة ،تخرج بعض الأدوآت ..
خآلد بابتسآمة :هذآنآ خلصنآ ..
وعد :و أخيرآ ،قسم ميتة جوع
خآلد :يلا عيل عجلي ،وين الصحون؟
وعد :اللحين بطلعهن من السيارة ،لحظة بس
فتحت الباب الخلفي ،وانحنت لتخرج كيس الصحون ..
تقدمت نآحيته ..و وضعت الصحون على صندوق السيارة ..
مدت يديهآ إلى "المشاكيك " ..لتلسعها حرارتهآ ..
وعد بألم وهي تعقد حآجبيهآ :آآآخ ساخن ..
ضغطت على يدهآ ،كي يتحسن الألم ..!
خآلد وهو يمد يديه :هاتي يدك ..

مدت يدهآ إليه ليمسكهآ بين يديه الضخمة ويضغط عليها بقوة ..ثم مسح عليهآ بخفة ..!
خآلد بضحكة :كذا بتخف
وعد سحبت يدهآ بعنف منه لتقول :وأنا ع بالي بيخفف عليّ ..طلعت تتمسخر ها ؟!
و أردفت وهي تأخذ الصحون نحو جلستهم :أصلاً ما ساخن ،أكذب عليك ..!
خآلد رفع حاجبيه :هذا وأنا خايف عليك ،طيب لا تجيني بعدين ف الليل وتقولي يدي تألمني
وعد بغرور :ما بجي أصلاً عندك ..بروح عند مامي ..
خآلد وهو يمشي خلفها بنفس الإتجاة :ناكرة للجميل ،أعوذ بالله ..

انتشرت ضحكتها الناعمة ،وصلت عند أم وأبو خالد ..و وضعت الصحون أمامهم ،وخالد من خلفها يضع صحن المشويات وهو يرمقهآ بنظرآت تفهمها هي جيداً ..
كتمت ضحكتهآ ،وهي تقول :أنا ما ودي أتعشى ..
إتسعت محاجره ليقول :توك تقولي ميتة جوع ..!!
وعد :لا خلاص ما ودي ،باخذ لي ديو ..يكفي
أبو خالد بأمر :مافي ديو ،يلا أشوف تعشي ..ولا حقة على الديو وربعه
أم خالد :هالأيام ما عاجبتيني ،لا تتغدي ولا تتعشي ..بس فطور
خآلد :أيه أشوفها ،نحفآنة مرة ..!
وعد رفعت حاجبيها وهي تنظر إليه ..ولم تعلق على كلامه ..بينما هو إبتسم ،على تصرفآتهآ المتنآقضة..!

[إنتهى]

السلام عليكم ..
موفقه في روايتك ..
بدايه جميله ..
اسلوب غامض جذاب ..
غموض مسيطر على الروايه لكن يجذب بشكل كبير ..
حبيت طريقة وصف .. و طريقة سردك ..
اذا تبي روايتك تنشرها ارسلي دعوات لاعضاء المنتدى في الملف الشخصي ..
موفقه مرا ثانيه و اعتبريني من متبعايك ..
ننتضرك ..

..

سوس الحربي

..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.