( ها قد بدأنا ) .. هذا ما قالته المحامية الشابة سوسن اول ما وطأت اقدامها مقر شركة الانتاج اليوتيوبية في احد احياء جدة .. لم تكن تعلم حينها ان تفصيلا صغيرا سيجر معه كل هذه الاحداث التي صنعت هذا العام .. و حتى الساعة الاخيرة منه .. كان عاما حافلا ! ! ..
رواية الساعة الاخيرة ..
للكاتبة : نجاح عمران ..
لا اسمح ان ينسب احد الرواية لنفسه ..
او ان ينقلها دون اذن مني ..
او ان يقتبس اي حدث من احداثها ..
او ان يسرق اي فكرة من افكارها ..
و شكرا لمتابعي الرواية مسبقا ..
( يا الله .. ما فيه شي يمشي بسرعة الا الوقت ) .. نطقت هذه الجملة بصوت مسموع و هي تجلس في سيارتها في المقعد الخلفي .. انها الساعة السابعة و النصف .. الشارع مزدحم جدا .. السيارات تسير ببطء شديد .. و الوقت يمر بسرعة .. تأففت ثانية في مقعدها لان الوقت يمر .. و لن يكون د. فادي توفيق سعيد بتأخرها هذا .. تأففت للمرة الثالثة : ( يا صبر يا ربي ) ! ! ..
****************
توقفت سيارة تويوتا لاندكروزر امام مكاتب توفيق للاستشارات القانونية في تمام الثامنة لتنزل منها شابة ترتدي عباءة بيج و سكارف سكري .. و تمشي مسرعة و هي تحمل حقيبتها الجلدية البنية لويس فيتون .. القت تحية الصباح على عم صبري البواب و دخلت من الباب الرئيسي .. ثم انعطفت يمينا لتدخل لغرفة واسعة تحتوي على عدة مكاتب ..
– صباحو يالمتأخرة ..
كانت هذه هي سلمى ..احدى المحاميات مثلها في مكتب توفيق للاستشارات القانونية ..
– صباحو يالمبكرة ! ! ..
وضعت حقيبتها على مكتبها و اتجهت للمرآة الطويلة لتصلح هندامها ..
عادت سلمى لتقول :
– اشبك متأخرة ؟؟
– يختي زحححمة مو طبيعية اليوم ! ! ..
ثم التفتت لتقول :
– د. فادي جا ؟؟
– و الله ما عندي فكرة ..بس اظن انه ..
لم تكمل جملتها حتى رن التيلفون الموضوع على مكتبها ..
– الو نعم ؟؟ .. وصلت دكتور اهي قدامي .. حاضر ..
ثم اغلقت السماعة لتكمل :
– المعلم يختي ..
****************
طرقت الباب بهدوء ثم دلفت لمكتب د. فادي .. القت التحية على الدكتور فادي
– و عليكم السلام و رحمة الله .. اتفضلي انسة سوسن ..
سوسن :
– طلبتني دكتور ؟؟ ..
– في الحقيقة يا سوسن قبل كم يوم كلمني الاستاذ نضال مسعود مدير عام شركة دوبر للانتاج ..
هزت راسها بالايجاب .. فهي تعرف شركة دوبر للانتاج اليوتيوبي و التي انشات منذ عدة سنوات و استطاعت ان تصنع نجاحا لا باس به ..
اكمل د. فادي :
– زي ما انتي شايفة يا انسة سوسن .. حاليا الشركة كبرت ما عادت مجرد شركة هاويين عاليوتيوب .. و هما يحتاجوا دحين نائب قانوني .. فالاستاذ نضال كلمني و كان حابب ارشحله احد للوظيفة دي .. و انت اول من خطر على بالي ..
– انا ؟؟ ..
– ايوه نعم انتي .. انتي محامية ذكية و انا اتنبألك بمستقبل رائع ان شاء الله ..
– شكرا دكتور ..
– يعني اقدر افهم انك موافقة مبدئيا ؟؟ ..
– طبعا .. مين يصحله هالفرصة و يرفض .. بس .. ايش بالنسبة لشغلي دا ؟؟ ..
– لا لا تخافي دوبي جاي حقول .. بعد موافقتك طبعا .. انا افضل انك تبقي تشتغلي معانا في المكتب و تشتغلي مع دوبر ايام محددة في الاسبوع .. لاني حسب ما فهمت من الاستاذ نضال .. ما يحتاج تتواجدي في الشركة اكتر من يومين .. فايش رأيك ؟؟ ..
– اذا كدا عاال .. مني عارفة كيف اشكرك يا دكتور عالثقة دي .. عنجد شكرا ..
– و لو يا بنتي صدقيني انا مؤمن بيكي من اول ما كنتي طالبة متدربة عندي السنة الماضية .. و الا ما كان عرضت عليك العمل عندي بعد التخرج ..
– شكرا مرة تانية ..
– اجل انا حاكلم الاستاذ نضال و انسق معاه عشان تتكلموا في التفاصيل ..
كمممملي
مقدمة جميلة بالتوفيق لكن اذا اعتبرتيه كجزء فهو قصير جدا اما الفكرة باين انها جميلة ولا مرة مرت علي
بس اهم شي تكوني قرأتي القوانين عشان ما تتورطي اذا اكتشفتي انو في فكرة من افكارك مخالفة
بس لازم تزيدي في الوصف يعني مثلا شعور الشخصيات وهم يتكلمون وياريت تحددي البلد والمدينة عشان
يكون نظام البلد عند القراء مفهوم وكبري الخط عشان القارئ يرتاح في وقت القرأة
اتمنى انك تكمليها ولا تهمليها
تحياتي
شكرا يا قمر ..
انا ما بلشتها الا عشان اكملها انشالله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة جميلة بالتوفيق لكن اذا اعتبرتيه كجزء فهو قصير جدا اما الفكرة باين انها جميلة ولا مرة مرت علي بس اهم شي تكوني قرأتي القوانين عشان ما تتورطي اذا اكتشفتي انو في فكرة من افكارك مخالفة بس لازم تزيدي في الوصف يعني مثلا شعور الشخصيات وهم يتكلمون وياريت تحددي البلد والمدينة عشان يكون نظام البلد عند القراء مفهوم وكبري الخط عشان القارئ يرتاح في وقت القرأة اتمنى انك تكمليها ولا تهمليها تحياتي |
شكرا عزيزتي .. ملاحظاتك مهمة جدا .. دي كانها مقدمة بس عشان كدا ما قعدت افصل .. التفاصيل كلها في الاجزاء القادمة انشالله .. شكرا مرة تانية ..
كانت شركة دوبر عبارة عن فيلا مكونة من طابقين في احد احياء جدة السكنية ..
بدأت الشركة بصورة متواضعة و بفيلا مستأجرة .. و بموظفين قليلين يعملون بشكل تطوعي .. اما الان .. فقد استطاعت ان تحقق اسما و وزنا لا بأس بهما .. و اصبحت الفيلا ملكا و ليس اجارا .. كما اصبح الموظفون يعملون رسميا و برواتب جيدة ..
مالك الشركة هو الاستاذ نضال مسعود .. ثلاثيني .. اب لثلاثة ابناء .. بدأ شركته مع خمسة اشخاص فقط .. و على مدى ثمان سنوات .. اصبح عدد موظفي الشركة عشرون .. ثلاثة عشر شابا .. و سبع شابات كان اخرهن سوسن الحكيم مسؤولة الشؤون القانونية للشركة ..
****************
في تمام الساعة الرابعة عصرا .. كانت سوسن تطرق باب ( دوبر ) حين فتحت لها الباب فتاة سمراء جميلة الملامح و ضخمة البنية نسبيا ..
– هلا .. اكيد سوسن الحكيم ..
– اهلا بيكي .. اه نعم ..
صافحتها :
– انا رضوى سلمان .. جرافيك ديزاينر ..
– تشرفنا ..
– اتفضلي ادخلي ..
عندما خطت اول خطوة لها قالت في نفسها ( ها قد بدأنا ) ! ! ..
القت نظرة على ما حولها ..
كان المكان مرتبا .. به العديد من الكنبات و الجلسات المريحة .. الدور الارضي حولت غرفه لمكاتب .. و يوجد به مطبخ ايضا .. اما الدور الثاني .. فبه مكتب المدير .. و الاداريين عامة ..
و هي تصعد الدرج .. احست بالاثارة .. فالعمل هنا يبدو ممتعا حقا .. فالمجموعة ظريفة بشكل عام .. كما انهم يقومون بعمل رائع حقا .. جميل ان يكون المرء جزءا من هكذا شيء مميز ..
****************
كان الاستاذ نضال يقف مع اياد – منتج – في وسط الصالون الرئيسي في الدور الثاني يتناقشان في مسألة انتاجية ..
– خلاص انتوا دحين كملوا شغل عالحلقة و لا كانو فيه شي .. و نشوف بعدين كيف نحلها ..
دخل اياد .. و التفت الاستاذ نضال لناحية الدرج حيث اصوات الخطوات ..
ظهرت فتاتان .. احداهن رضوى .. و الاخرى – التي يبدو انها المحامية – و الي كانت حنطية البشرة .. ذات عينين صغيرتين يقظتين بلون العسل .. و انف صغير .. و شفاه مكتنزة .. كانت ترتدي عباءة بيج و سكارف سكري .. بادر قائلا :
– اهلا انسة سوسن ؟
– اهلا استاذ نضال ..
– ها كيف شايفة عالمنا الصغير ؟؟
– مدهش ! ! .. حلو اني اشوف الاشخاص اللي ورا كل الابداع اللي بنشوفه في اليوتيوب ..
– دا من ذوقك .. اتفضلي في المكتب نحكي بالتفاصيل ..
****************
في مساء ذلك اليوم .. كانت سوسن في فراشها سترجع احداث اليوم .. التي كان ابرزها هو توقيعها للعقد مع شركة دوبر .. استرجعت نقاشها مع مدير الشركة و الذي خرجا منه بالتالي :
سيكون عملها كل ثلاثاء و اربعاء .. من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا ..
سيكون مكتبها في الطابق العلوي .. و ستكون مسؤولة عن الشؤون القانونية للشركة ..
.. نظرت لجوالها .. اليوم هو الاحد .. ستبدأ عملها مع دوبر الثلاثاء القادم .. انها سعيدة حقا لهذه التجربة .. فهم مجموعة لطيفة .. على ذكر المجموعة .. بدأت تسترجع موظفي الشركة عندما تعرفت عليهم عصر اليوم .. العشرون موظفا كانوا متواجدين اثناء توقيع العقد .. بعضهم شعر بالحماس لفكرة ان شركتهم اصبح لها محامي .. فهذا دليل على ان الشركة ليست مضيعة وقت او مجرد لعب ..
تذكرت الاستاذ نضال حين عرفها عليهم فردا فردا :
عبد الله ..
اياد ..
خالد
رضوان ..
ماجد ..
حمد ..
سمير ..
مصطفى ..
انس ..
عادل ..
فراس ..
كرم ..
رضوى ..
سارة ..
نجود ..
هالة ..
مي ..
سندس ..
كانت اعمالهم تتراوح بين ممثلين .. و مقدمين .. و كاتبين .. و مصممين .. و موسيقيين .. و مخرجين .. و منتجين .. و اداريين ..
من بين تلك الوجوه الكثيرة .. استوقفها وجه احدهم .. تتذكر انه منتج .. لكن لا تتذكر اسمه .. لم يكن شديد الوسامة .. كان ابيض البشرة .. اسود الشعر .. طويل القامة .. فيه مسحة جاوية خفيفة .. شعرت انه مالوف بطريقة ما .. و ذلك الاخر .. عبدالله .. كان ممثلا .. شخص كوميدي درجة اولى ..
كانت تسترجع كل شخص منهم حتى غطت في النوم ..
****************
لا تتأخخري