ختمت بالبرد دفء الحكاية 2024.

ها هو الشتاء قد عاد ليحمل معه مجدداً ذكرياتك القديمة
ليجعل ثورة الحنين لـ حضرتك تضج ناراً ، تهيجُ شوقاً
وأنا كـ بائعة الكبريت تدور ليلاً وترثي حظها العاثر * !
مَرَ وقتٌ طَويلْ يَ حبيبيْ عُمرٌ بأكمله مَرْ وأنا أنتظرُ عودتكْ
وأنا أعلمُ جيداً أنكَ لن تأتيْ وأنيْ سأبقىْ ها هُنا أعدُ خيباتي معكْ
مَرةْ .. تلو أخرى .. تلو أخرى !
يَ كُلَ الأحزانْ .. علمنيْ كيفَ أكتبُ عنكْ
وماذا أكتبُ للناسْ عَنكْ ؟
وكيفَ ليْ أنْ أبدأ بسردْ تفاصيلي الحزينة
وبأيْ الكلماتْ أصفُ الحياة .. !
ولونَ السماءْ .. وانكسارة الصباحْ في عينايْ !
وكيفَ ليْ أنْ أخبرَ الناسْ أنيْ لا زلتُ على قيد الحياة
وأنا تمر على الحياة مُرور الكرامْ .. لا ابتسامتي ابتسامة
ولا وجهيْ وجه ولا ملامحيْ ملامحْ !
كيفَ ليْ أن أنساكْ .. وأنا لا زلتُ أحتفظُ بصورتكْ
بـ رسائلكْ
بـ حديثكَ الذي يخترقُ أذناي كُلما وضعت رأسي على وسادتيْ !
يَ أقساهمْ
عُمرٌ طويلٌ مَرْ .. سنة .. سنتانْ .. ثلاثْ
مرت سنينٌ عجافْ
وأنا أنتظر عودتك .. أنتظرُ رسالة صماء تخترق بريدي
تشعلُ حرائقيْ .. تطفأ اشتياقيْ
عُمرٌ طويلٌ مَرْ وأنا أنتظرُ أن تكسرَ بروديْ ، لا مبالاتيْ ، صمتي وذهوليْ !
ما أبعد المسافات بينيْ وبينكْ !
ما أقسى الحُبَ الذيْ سكننا .. وفكر أن يطرق بابنا
كيفَ كُنا بهذه السذاجة وأنا أعلمُ جيداً أنكَ رجلٌ شرقيْ من الطراز الأول
وأنت تعلمُ أنيْ امرأة نرجسية على المستوى الرفيع !
كيف خاطرنا بـ حياتنا وأنا أعلمُ جيداً أنكَ ماكرْ
وأنت تعلمُ جيداً أني كاسرة !
علمتنيْ الحياة
علمتني الكتابة الأولى
والفرح الأول
والحلم الأول
والجرح الأول
والحزن الأول
والبكاء الأول
والأنكسار الأول
علمتنيْ كلَ شيء وها أنا أجلسُ اليوم جاهلة تماماً كيف لي أن أستمر بالعيش
دونك !
أخبرنيْ متى ستعود !
فأنا ما عدتُ أطيق التكسر، مَا عُدتُ أطيق هذا الحال * !
ها هو الشتاء قارب على الرحيل وأنت لم تعد
وأنا أشعل عود ثقاب وأغني
" ختمت بالبرد دفء الحكاية –

وآبلْ
"
رَبيْ إنيْ لَآ أسألكَ أن تخففَ حمليْ
لكنيْ أسألك أن تمنحني ظَهراً قوياً . * ! "
أثير عبدالله