تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بائع الزهور

بائع الزهور


بينما كنت أمشي بين المحلات و المتاجر

وقفت أمام فاترينه محل الأقمشه

وسرحت في الوانها واشكالها العجيبه والغريبه

سمعت صوت مهذب

وإذا ببائع الزهور امامي

سألني "هل تريدين بعض من هذه يا انستي؟"

رفعت قبعتي قليلا لأرى ملامح وجهه

وليتني لم أفعل

رأيت أجمل وجه مر علي في حياتي

سرحت قليلا حتى كدت لا أشعر بنفسي

وقال "عذرا يا جميلتي هل تريدين البعض منها؟"

نبض قلبي بشده واخفضت رأسي خجلا

وشعرت بالدم يتدفق الى وجنتاي

قلت "نعم لم لا؟"

اخرج زنبقة كالا واعطاني إياها

ابتسم ابتسامه خفيفه ولم اجرؤ على النظر

إلى عيناه كي لا أنسى نفسي من جديد

ثم شعرت بيده اسفل ذقني ورفع وجهي

ونظر الى عيني مباشرة

وقال " هل انتي بخير يا آنستي؟"

قلت " نعم اعتقد ذلك"

مددت يدي لأدفع النقود

قال لا تدفعي ارجوك

ذهب في طريقه ومضى أمامي

. . .

رأيته بعد اسبوع في نفس المكان

وتظاهرت بأني لا أعرفه

فلا أود ان أبدو غبيه او حمقاء

من جديد

وعندما كنت واقفه امام

فاترينه محل الاقمشه

اتأمل ما هو جديد

شعرت بيد على كتفي الأيمن بخفه

التفت بهدوء ولم يخطر على بالي احد

لأجده امامي

اخرج وردة زهريه من بين باقي الزهور

الجميله وقدمها لي

اضطررت ان أرفع راسي وأنظر اليه

شعرت بالدم يتدفق من جديد ليجعلني

احس وكأن هنالك حريق

قلت له بجمود شكرا

وابتسم بهدوء

ومضى من جديد

مرت الأيام والأسابيع

وكنت في عربة متجهه الى مكان ليس ببعيد

توقف سائق العربة

وفتح لي الباب

ثم اعطاني مغلف صغير

وقال "إنه من بائع الزهور"

أخذته ووضعته في حقيبتي

وذهبت داخل بيت جدتي

كانت مريضه بشده

قبلت رأسها

وجلست بجانبها

شعرت بملامحها التعب الشديد

وتذوقت طعم المرارة والألم من عينيها

احسست بشي غريب

وكأن الكبر كان يقتلها

هل سأمسي في يوم من الأيام مثلها

ليتني استطيع ان اعالجها

كانت يدي اليمني مطبقه على يدي اليسري

بإحكام

احسست بملمسها وقلت في نفسي

مشدود وناعم

ولكن ..

في يوم ما سيملؤها التجاعيد

سقطت دمعتي على المغلف الذي بحضني

وعندها تذكرت بائع الزهور

فتحت المغلف الصغير

لأجد به حفنة من زهور لا تنساني

وكان هنالك ورقه مرفقه

تعجبت من الأمر ورفعتها

وكان مكتوب بها :

"انعي اليك قلب
يا من سرقته
وامتلكتني كلي"

سعلت جدتي فجأه

وقمت بسرعه

واشارت بيدها

"إنني بخير يا عزيزتي

يا لها من زهور جميله

تلك التي بحوزتك"

اومأت برأسي وسألتها

"كيف انتي الآن يا جدتي؟"

قالت" كلنا نكبر ونكبر والعمر لا يتوقف للحظه

ولكن المرء يتحسر على شي واحد عند الكبر

دقيقة في شبابه لم يقضها بالحب

حب الخير والسلام للغير

فالحياة ليست طويلة لنعيشها ببغض وازدراء"

اومأت برأسي موافقه

ونظرت اليها مبتسمه

ولكن كان وجهها خالٍ من التعبير

وجامد كالحجر

حضرت جنازتها أنا ووالدي

وخالتي الوحيده لدي

كنا نلبس جميعا لون اسود

حزينين على فراق عزيزة على قلوبنا

كان الجو جميل للغايه

والورود تفتحت في كل ناحيه

رأيته هناك بائع الزهور وأتى

قال لي "أنا اسف للغايه"

قلت وانا اختبئ خلف قبعتي عن ناظريه

"هذا مصيرنا جميعا لا تأسف عليه"

مسك يدي برقه وخلع

القفاز من يدي اليسرى

كان قفازا من قماش دانتيل اسود

و وضع يدي في يديه

وضغطها بشده حتى اني استطعت

أن أشعر بنبضه خلف جلده

التفت إلي و واجهني ووقف امامي

وكان مازال ممسكا بيداي

وقال "هل تريدين زهره؟"

قلت بتردد "إن أردت أن تعطيني اياها"

ابتسم وقال "ألا تودِ ان تفهمي ما حكاية الزهور معي يا آنسه ؟"

ضحكت بهدوء وقلت "أعلم أنك تبيعها"

قال "إنها جمال الكون وبهجته وسعادته

فكل زهرة لها معناها الذي يميزها عن غيرها

وكل زهرة لها قصة

وكل زهرة لا تعطى إلا لمعنى"

قلت "وكيف ذلك؟"

قال "في اليوم الأول أعطيتك زنبقة الكالا

لأنها تعبر عن الجمال

و كم رأيتك جميله

واليوم الثاني أعطيتك وردة بلون زهري

لأنها تعبر عن السعاده

وكم كنت سعيدا برؤيتك مجددا

ولا تنساني التي اعطيتها السائق لإيصالها لكِ

كانت تعبر عن الشوق

و كم كنت مشتاق لكِِ ..

والزهرة التي بحوزتي الآن هي خشخاش

تعبر عن الحزن

بسبب رحيل جدتك"

اندهشت وتعجبت مما قاله

وجاهدت نفسي كي أنظر الى عينيه

لأول مرة ألحظ ان عيناه زرقاء مخضره

ابتسم لي برقه ابتسامته الساحره

وتدفق الدم الى وجهي ليجبرني ان اخفضه

من جديد

لامست طرف اصبعه ذقني

ورفع وجهي إليه وقبلني

بشوق لم أعرف أن له وجود

بشغفٍ ليس لهُ حدود

رأًيته بعد اسبوعين في نفس الشارع

ونفس مكان التقائنا الأول

وبينما كانت بحوزته زهورا أجمل من قبل

سقطت ورده على الأرض ذهبت والتقطتها

وقلت "هذه لك"

صُدمت للحظه

لأنه لم يكن نفس الشخص

عقدت جبيني وسألت

"هل هناك أحد يساعدك على بيع هذه الزهور؟"

قال "نعم انه عمي و ذهب اليوم إلى الحقل لإلتقاط زهورا جديده"

اومأت برأسي في هدوء

واشرت بيدي إلى سائق العربه وتوقف

ركبت وقلت خذني إلى ذلك الحقل

مررنا بجانب حقول كثيره ولكن لم ألمح أحدا في أي حقل !

وعندما مررنا بجانب أجمل حقل خارج حدود القرية قليلا

رأيته منحني علي بعض الزهور لإقتطافها

قلت للسائق "توقف"

نزلت من العربه

وخلعت قبعتي

واتجهت مسرعه اليه

اعاقني فستاني الثقيل قليلا

قلت له "صباح الخير"

كان منحنيا على الورد ولم يراني

وعندما نهض إذا برجل عجوز يقول " هل اردتي شيئا يا ابنتي؟"

تألم قلبي وسقطت دمعتي

احبطت كثيرا

وقلت "لا شكرا لك يا سيدي"

ركبت العربه ورجعت إلى دياري

وصلت لغرفتي وألقيت نفسي على فراشي

مرت سنة كامله

وكلما أمر جانب ذاك الشارع

يؤلمني قلبي

وتضطرب مشاعري

عشت في جنائن وحدائق من الزهور معه

ولكن كما يقولون لا تتحسر على حلم

قد عشته بواقع

ألا يكفي أنه على الأقل تحقق

ولو لمرة في حياتك ؟!

بقلمي

شَـغَـفْ



اللقاء الأول ..

و الحب الذي يبدأ بنظرة ..

وباقات الورد التي تحمل ألف معنى ..

و الحبيبة التي تصبغ اللهفة وجنتيها ..

و الحبيب الذي يخفق قلبه بالاشتياق ..

كان متوقعا ..

أن تكتمل مفردات هذه الحكاية ..

بالنهاية التي تطارد كل العشاق ..

.

.

" فراق " !

.

.

" شغف "

للروعة حدود

لكنها هنا ..

تجاوزت كل الحدود .. !

.

.

و بانتظار الآتي ..

.

.

كنت هنا أرتوي

.

.

القلم الظامئ


"انعي اليك قلب
يا من سرقته
وامتلكتني كلي"


هو الحب بكل معانيه
وزهوره ودموعه وقبلاته
وشجنه والاحساس بدقائقه
هوالحب حتى بفراقه
فما أجمل الاعتراف
بأننا نحب
وان نعمل على بقاء هذا الحب ودوامه
وان نسنده مهما كان مستحيل

غاليتي
شغف
قرأت هنا الروعه بجميع الوانها
الحرف والكلمة والمعنى والنسج
رائعة بلا حد
ودي ومحبتي



يسلموووووووووووووو
باااااااااااااارك الله فيك
علي الطرح الراااائع

اقتباس:
المشاركة الأساسية كتبها القلم الظامئ;
اللقاء الأول ..

و الحب الذي يبدأ بنظرة ..

وباقات الورد التي تحمل ألف معنى ..

و الحبيبة التي تصبغ اللهفة وجنتيها ..

و الحبيب الذي يخفق قلبه بالاشتياق ..

كان متوقعا ..

أن تكتمل مفردات هذه الحكاية ..

بالنهاية التي تطارد كل العشاق ..

.

.

" فراق " !

.

.

" شغف "

للروعة حدود

لكنها هنا ..

تجاوزت كل الحدود .. !

.

.

و بانتظار الآتي ..

.

.

كنت هنا أرتوي

.

.

القلم الظامئ

شكرا لكِ عزيزتي

يسعدني تواجدك كثيرا ويسعدني اكثر بأنك اول من رد على موضوعي ..

باقات من الزهور لكِ لجميل مرورك ،،،

كوني بسعادة

شغف
بائع الزهور

من نظرة عيناة أغرقت في بحره
بلا طوق نجاة وبكل لقاء يجرفني
الموج لأعماقة الى أن أصبحت أسيرتة

،

عندما تنتهي الحكاية بالفراق
وتضم عاشقاً لقوافل الأنتظار
تزيد من معاناة الحب ربما تنوي
لتحقيق رقماً قياسياً أيها الفراق
مبدعة أنتِ في وصفكِ وتخيلكِ
راق لي حرفكِ المثمل بالعشق


تحية رقيقه برقه مشاعركـ

.

سيدة الاحساس

تتوقف عقارب الثواني ..

عند قراءة حروفك..

تشدني أحاسيسك كثيرا…

وهمساتك وكلماتك ونزفك الرائع..

فأنجرف مع تيار الانبهار بك ..

وتسيرين بي الى مرسى…

الامل في روائعك ..

وأرخي شراع فكري على شاطئ أحرفك…..

حقا لكا خيال رائع ومشاعر فياضة بالجمال

اجدت اللغه بنص جزل خارج من اعماق قلبك
ليستقر بقلوبنا
لك كل الود والشكر
ولا تحرمينا من جمال كتاباتك

اقتباس:
المشاركة الأساسية كتبها مغرومه بلا حد غرام

"انعي اليك قلب
يا من سرقته
وامتلكتني كلي"


هو الحب بكل معانيه
وزهوره ودموعه وقبلاته
وشجنه والاحساس بدقائقه
هوالحب حتى بفراقه
فما أجمل الاعتراف
بأننا نحب
وان نعمل على بقاء هذا الحب ودوامه
وان نسنده مهما كان مستحيل

غاليتي
شغف
قرأت هنا الروعه بجميع الوانها
الحرف والكلمة والمعنى والنسج
رائعة بلا حد
ودي ومحبتي

يا ايتها الجميلة والراقية ..

اهلا بك يا مغرومه ..

اسعدني تواجد ووجودك بين أسطري ..

بل مرورك عزيزتي كان الأروع ..

لك مني باقات من الورود

كوني بخيــــــر

لكِ ريشه ترسم الابداع
رسمتِ لنا لوحه من الجمال لا يتقنها الا نبضكِ
تحيااتي

شغف

حضور رائع وكلمات جميله

تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.