النعامة والطاووس

..يا رجلاً ..
بعمري احتويه
ويأبى لحظة أن يحتويني

فيمَ الغموض
وليل وجدكَ ..
يؤرقني و يُضنيني
في عينيكَ أغنية
حزينة صمتها الممدود
يشجيني

لا تحبس عن فؤادي
دمعة خرست خلف الضلوع
فما يشقيكَ..
يشقيني

..لماذا..
رحلتَ "كطاووسٍ"
يختال في زهواً
وعدت الآن..
ترفرف كالنورسِ الحزينِ..؟؟

فأين رسوت
منذ خلعت قلبي
وأسكنت الحرائق في
جفوني..؟؟
::
::
..رويدُكِ..
:
.. مهلاً ..
لستُ شراعاًً لعوباً
تُغازل كل ميناء سفيني

..لماذا..
تمتصين دم الثواني
وتثيرين الزوابع
في سكوني..؟؟

..نعم..
عنكِ..ارتحلت "بلا داعٍ"
ومثل الرياح عدت
بلا حنينِ

وسوف أمضي
كالصيف المهاجر
إذا دفنتِ رأسكِ "كالنعامة"
في صحراء جبيني

..أنا رجلٌ..
إذا ماتت دروبي
..أموت..
كصمتِ ذاكرة "السنينِ"

..أُجنٌَ..
إلي الرحيل فلا تتعجبي
إن ثارت الأرض من
جنوني

وفوق الظن..
أن أغتال ساقي
وأرمي الرياح يوماً عن يميني
وأغدو..مثلما تبغين مني
وشاحاً سوف يبلى
بعد حينِ

فيا أرض الظنونِ
هواجسكِ السخيفة"لملميها"
فقد صارت غُباراً
في عيوني

سئمتكِ غيرةً
تورات في دخانها سنيني
وريشةً تحاول أعادة
تكويني

..دعيني..
تحت أمطار ارتعاشي
وكالغيمِ المسافر غادريني

ولو أبصرتِني عشباً شريداً
سألتُكِ بالهوى أن
لا تزرعيني

..وحين..
أسبح في نهديكِ عطراً
أرجوكِ ..كالبخور
أحرقيني

ولو سأُلكِ..
رمل الشط عني
أسحبي الضفاف من تحتي
وأغرقيني

فأنا كالرياح..
أهوى الترحال
وأسوح بين التيه من حينٍ
إلي حينِ

..ملامحي..
لغزٌ ضائع الرموز
وجوانحي معنى بلا مضمونٍ

..أعوم..
كغيمةٍ حائرة
تطوف في السماء منذ قرونِ

فلا تتساءلي
في الأرض عني
ولا تتوقعي أن تفهميني
فجذوري في الهواء
وأنتِ لستِ درباً
يمر به ربيعي
ولن تكوني

فحول هُدبيكِ أحلامٌ مشردة
وبين جنبيك آمالٌ
تجافيني

وفوق ثغركِ
أسرارٌ تعذبني..وفي محياكِ
سحرٌ لا يناجيني

فاتركيني
في زوايا تجمدي
فإن الجمود بموته يبقيني

فقد جفت..
الكأس في فمنا
وآن لليل أن يطوي حنينكِ
ومعه يطويني

:
بقلمي
:
احمد عنان