تعد مشكلة القولون العصبي مشكلة صحية عالمية واسعة الانتشار؛ حيث يبلغ عدد المصابين به 10-15 شخصا من بين كل 100 شخص، وهذه النسبة تضع هذا المرض ضمن قائمة أمراض العصر الحالي، التي تزايدت وانتشرت، والتي تسبب المعاناة لدى كثير من الناس ولفترات طويلة.
يرمز الأطباء لهذا المرض باختصار IBS، ويعتبر من الحالات كثيرة التردد على العيادة النفسية، وبالرغم من أن مرض القولون العصبي لا يهدد حياة المصاب بشكل مباشر، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة التي يحياها الإنسان.
أجزاء القولون
القولون أو الأمعاء الغليظة أحد الأجزاء المهمة في الجهاز الهضمي، ويمتد من نهاية الأمعاء الدقيقة وحتى المستقيم، ويتكون من الأجزاء التالية: القولون الصاعد في المنطقة اليمنى من البطن، القولون المستعرض في أعلى البطن، القولون النازل في المنطقة اليسرى من البطن منتهيا بالمستقيم.
وتتمثل أهمية وفائدة القولون في حفظ الطعام الذي يصل إليه لعدة أيام، وفيه يتم امتصاص الماء والأملاح الأخرى الموجودة في الطعام، ثم تدفع العضلات الطولية والمستعرضة التي تحيط بالقولون ما تبقى على شكل براز إلى خارج الجسم أثناء عملية التغوط.
مرض القولون العصبي
تكمن المشكلة التي تحدث في حالة القولون العصبي في حركة عضلات الجهاز الهضمي، وخصوصا تلك المحيطة بالقولون (الأمعاء الغليظة) إذ يعتريها الخلل، فتكون حركتها غير منتظمة، فإما أن تكون سريعة جدا في حالة الإسهال، فيخرج البراز مائيا سائلا، أو بطيئة جدا كما في حالة الإمساك فيخرج البراز صلبا، لأن الطعام يكون قد أخذ وقتا طويلا في القولون وامتصت منه نسبة كبيرة من الماء.
مما سبق يمكن تعريف مرض القولون العصبي بأنه عبارة عن حدوث اضطراب في عمل القولون بسبب عصبي غالبا، ما يؤدي إلى انقباضات قوية ومتكررة لعضلات القولون تنتج عنها آلام شديدة في المنطقة السفلية من البطن، مصحوبة بانتفاخ في البطن، واضطراب في عملية الإخراج فيحدث إمساك متكرر أو إسهال متكرر مع وجود بعض الإفرازات البيضاء مع الخروج واحتباس للريح، وقد يشكو المريض من الحموضة والحرارة في المعدة وآلام متنوعة في جسمه عامة.
وتشير متلازمة القولون العصبي إلى وجود خلل وظيفي مؤقت لكنه متكرر في الجهاز الهضمي ولا تشير إلى مرض عضوي، ولا تتطور هذه المتلازمة إلى أي مرض عضوي آخر أو خبيث كالسرطان.
أعراض الإصابة بالقولون العصبي
– الألم المتكرر والمزمن في منطقة أسفل البطن سواء في الناحية اليمنى أو اليسرى منه، فيشعر المريض بوجود تقلصات أو حرقة في البطن تزول بالتبرز، ومن الملاحظ أن نوبات الألم هذه تحدث عندما يكون المريض مستيقظا فقط، فلا تحدث أبدا أثناء النوم، وتزداد هذه النوبات إذا تعرض المريض لضغوط نفسية في منزله أو عمله، أو تناول أنواعا معينة من الطعام، إلا أنه إذا تخلص من الفضلات أو الغازات تخف حدة هذه الآلام، ومن الجدير ذكره أنه ليست للألم المزمن، الذي يستمر لأكثر من ستة أشهر ولا يزول بعد عملية التبرز، علاقة بالقولون العصبي.
– زيادة عدد مرات التبرز والتبول مع تغير في طبيعة البراز؛ شكلا وحجما ولونا، وخروج مخاط مع البراز، كذلك يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها، لذلك لا يشعر بالراحة بعد خروجه من الحمام.
– أما بالنسبة للتبول، فتزيد مراته، مع حرقة عند خروجه، وإحساس بعدم القدرة على التحكم به عند امتلاء المثانة.
– انتفاخ في البطن، خصوصا بعد تناول الوجبات، لدرجة أن المرأة المصابة تظهر وكأنها حامل، مع وجود غازات أخرى كثيرة تخرج عبر الفم والشرج، وحموضة في المعدة يصاحبها إسهال أو إمساك.
– غثيان من دون قيء، وإرهاق وإجهاد وتعب عام.
– ألم وعسر عند حدوث الطمث.
– صداع وحرقة في الصدر وألم أسفل الظهر وآلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين.
– الإحساس بالشبع وعدم الرغبة في الأكل حتى بعد مضيّ وقت طويل من دون طعام.
والجدير بالذكر هنا أنه ليس بالضرورة أن تتواجد كل هذه الأعراض عند جميع المرضى، فقد يظهر معظمها على مريض ما، ويظهر بعضها على آخر، فلكل مريض جسمه ونمطه الخاص، والطبيب وحده هو الذي يستطيع تشخيص المرض بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
أسباب الإصابة بالقولون العصبي
– التدخين، إذ يسهم التدخين في الإصابة بالقولون العصبي بدرجة كبيرة.
– تناول المشروبات الكحولية والمسكرات.
– حساسية القولون تجاه أنواع معينة من المأكولات فيتهيج نتيجة لذلك، وتختلف هذه الحساسية من شخص إلى آخر، ومن هذه الأغذية؛ الخضراوات غير المطبوخة كالخيار، الفجل، الفول، العدس، الفلافل، الشطة الحارة، القهوة، كذلك اللبن ومنتجاته بسبب نقص إفراز الأنزيم الخاص بعملية هضم اللبن.
– القلق والاكتئاب والضغوط النفسية سواء العارضة أو المستمرة، التي يتعرض لها الإنسان من ضغوط الاختبارات المدرسية أو الطلاق أو موت الأحبّة.
– وجود خلل في حركة الأمعاء الغليظة، مما يسبب تقلصات في جدار القولون فيشعر المريض بالألم وعدم الراحة.
– العدوى، فقد وجد أن حوالي 20% من مرضى القولون العصبي سبقت لهم الإصابة بنزلات معوية قبل ظهور أعراض القولون العصبي عليهم.
– قد تبدأ أعراض الإصابة بالقولون العصبي بالظهور بعد حدوث التهابات أو عمل جراحة في الجهاز الهضمي.
– قد يتهيج القولون العصبي من دون مسببات ولا مقدمات واضحة تثيره.
كيف تؤدي الأسباب النفسية إلى الإصابة بالقولون العصبي؟
تعتبر الأمعاء الدقيقة والغليظة (القولون) من أكبر الأعضاء في جسم الإنسان، حيث يصل طولهما معا إلى 10 أقدام من العضلات الملساء، ويتحكم في حركتهما المستمرة الجهاز العصبي الذاتي، وفي حالة مرضى القولون العصبي، يحدث اضطراب في هذه الحركة التلقائية للأمعاء، مما يؤثر على سير محتوياتها من الطعام، ويحدث هذا الاضطراب نتيجة التعرض للضغوط النفسية كما في حالات القلق أو الخوف أو مواقف الحزن الشديد التي تؤثر بدورها على الجهاز العصبي، فتتأثر أعصاب القولون التي تقوم بوظائفها خمسة ملايين من الخلايا العصبية الموجودة في جدار الأمعاء وتتصل مباشرة بالجهاز العصبي، وقد يصاب أكثر من شخص في الأسرة الواحدة بهذه الحالة نتيجة التعرض لنفس الضغوط، كما في حالة فقدان أحد الوالدين أو المشاكل العائلية.
العلاج
بعد أن عرفنا أن القولون العصبي ليس مشكلة عضوية في الجهاز الهضمي، وإنما هو اعتلال وظيفي مؤقت فيه، ناتج عن عدد من الأسباب إذا تخلصت منها تخلصت من آلامك، نقول إذا كان معظم الأمراض يحتاج علاجها إلى دواء معين، فإن الإرشادات والنصائح في القولون العصبي تأخذ الحيز الأكبر، وإن علاج مرض القولون العصبي يختلف من مريض إلى آخر، ويعتمد على حدة الحالة وشدتها، إضافة إلى طبيعة كل إنسان ومقدار تحمله للأعراض، ومن أفضل النصائح المجربة في هذا الموضوع ما يلي:
– تجنب التوتر النفسي قدر الإمكان، فالمريض بحاجة أولا إلى معرفة الأسباب المؤدية إلى توتره وقلقه، ثم معرفة طرق التخلص مما يشعر به، ولا بأس من مراجعة الطبيب النفسي للمساعدة على الاسترخاء.
– ترك التدخين والمشروبات الكحولية.
– ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
– أخذ قدر كاف من النوم أثناء الليل.
أما العلاج الدوائي، فقد يصرف الطبيب المتخصص بعض الأدوية التي تساعد على تنظيم حركة عضلات الجهاز الهضمي، وأهمها:
– الأدوية المستخدمة لتخفيف الآلام المصاحبة مثل؛ آلام البطن أو الانتفاخات والغازات، وتؤخذ هذه الأدوية بعد استشارة الطبيب المتخصص.
– الألياف الطبيعية: المستخلصة من النباتات الطبيعية والتي تساعد على عملية الهضم، وتنظيم حركة الأمعاء، ويحتاج الإنسان العادي إلى تناول ما مقداره 25-35 غم يوميا من هذه الألياف.
– الأدوية المسهلة التي يصفها الطبيب، والتي تنظم حركة القولون في حالات الإمساك الشديد.
– الأدوية القابضة التي تستخدم في حالات الإسهال المتكرر.
– هناك بعض المرضى الذين لا يستجيبون لهذه العلاجات لأن سبب المرض لديهم نفسي، فهؤلاء يحتاجون إلى مساندة سيكولوجية، لذلك لا بد من استشارة الطبيب النفسي لوصف الأدوية الخاصة للسيطرة على التوتر، أو الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي على حسب الحالة.
توصيات غذائية تحد من أعراض متلازمة القولون العصبي
– تناول وجبات الطعام في أوقات منتظمة يوميا.
– تناول الطعام الغني بالألياف المتوفرة في الخضراوات والفواكه والقمح؛ لأنه يساعد على تنشيط حركة الأمعاء ويقلل الضغط الداخلي للقولون، وينظم عملية الهضم والتبرز.
– للتغلب على الانتفاخ، ينصح المريض بمضغ الطعام جيدا، مع أخذ الوقت الكافي من الراحة بعد الأكل، وتجنب الطعام الذي يحتوي على السكريات مثل؛ الكعك والبسكويت.
– شرب كمية كافية من الماء؛ حوالي 10 إلى 12 كوبا يوميا، ويا حبذا شرب عصير البرتقال وعصير الجريب فروت غير المحلى.
– تحديد الأطعمة التي تستثير القولون بمساعدة الطبيب ومحاولة تفاديها قدر الإمكان.
مجموعة من المأكولات التي تؤدي إلى اضطراب القولون:
الحليب ومشتقاته: إذ يشتكي 40% من المرضى من صعوبة هضم سكر الحليب، إضافة إلى انبعاث الغازات أثناء عملية الهضم.
البقول: مثل الحمص، الفول، الفلافل، العدس، والتي تنبعث عند هضمها كميات كبيرة من الغازات أيضا.
الخضراوات: التي تزيد الغازات مثل بعض الحبوب الخضراء، الفجل، الخيار، البروكلي.
المشروبات الغازية: لأنها تحتوي على كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى الانتفاخ في منطقة البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي.
الوجبات السريعة والدسمة، إلى جانب الوجبات المحتوية على كميات كبيرة من البهارات والفلفل الحار، والأطعمة المقلية.
مضغ اللبان (العلكة): فمضغ اللبان يؤدي إلى ابتلاع كمية كبيرة من الغازات.
طرق صحية للتعامل مع التوتر النفسي
حتى تستطيع عزيزي القارئ التعامل مع حالات التوتر النفسي التي تنتابك، عليك أولا تحديد مصادر التوتر في حياتك، ودراسة إمكانية القيام بأية تغييرات من شأنها أن تجعلك أكثر قدرة على التحكم في الأمور، ويمكنك القيام بذلك من خلال الالتزام بالنقاط الآتية:
– اعرف سبب توترك واكتشف المسبب الحقيقي لمشاعر التوتر المتولدة لديك.
– اعرف عقلك؛ ويكون ذلك من خلال اكتشاف الأفكار التي تصاحب المشاعر والاعتقادات التي تدعم هذه الأفكار.
– اختر الاستراتيجية التي تراها مناسبة لحل مشكلتك، وذلك حتى تستطيع تغيير فكرة الفشل إلى فرصة للنجاح. وكذلك فإن مناقشة مشكلتك مع بعض الأشخاص من ذوي الخبرة تعطيك الفرصة لتعلم بعض الأشياء عن العلاقات وطرق تفكير الناس الآخرين.
– استعمل العد إلى الرقم عشرة عند الشعور بالتوتر، وهذا يعتبر استرخاء سريعا لا بد أن تعتاد على استخدامه.
– انظر إلى الأفق عبر النافذة ولو للحظة، هذا من شأنه أن يريح عينيك.
– خذ نفسا عميقا لعدة مرات.
– الصراخ أو البكاء قد يريحانك ويشعرانك بالهدوء من بعد.
– تدليك العضلات؛ إذ أن التوتر يزيد من نسبة الأدرينالين في الجسم، الذي يؤدي إلى توتر عضلي، فمن أجل كسر هذه الدائرة، يجب تدليك عضلات العنق وأعلى الظهر لمدة دقيقتين على الأقل.
– الحمام الساخن يساعد على تنشيط الدورة الدموية ويمنح الاسترخاء، وذلك عكس الماء البارد الذي يزيد من التوتر.
– المشي وممارسة التمارين الرياضية ولو لم يكن ذلك يوميا، فإنه يساعد على التغلب على التوتر.
موضوع كامل ومتكامل أفدتنا بها كثيرا
آشكرك على هذا الطرح القيم وبارك الله فيك
تحياتي لك
.
انا قالولي قولون بس ماتجيني هاي الاعرض غير حموضه المعده وأحيان
وأخرفحوصات كانت سليمه عشن كذا ماكنت بحب أخذ الادويه لاني صراحه كنت شاكه وكل شي سليم حتى يوم تجيني الحموضه
بس أستفدت شكلي ببعد عن التوتر النفسي
تسلمييين قلبووووووو
السلام عليكم
الحمد لله على نعمة العافيه
يعافيج ربي
وماقصــرتِ
موفقه =)
...
شااااكرين ومقدرين جهودك الراااااائعة
ولك منا .. كل التقدير والإحترام
دمت بحفظ الله ورعـايته
الله يعافيك
اسعدني مرورك وقرائتك للموضوع
تحياتي