أنا هذا الهوى كله ، وقلبي آخر العشاق . .

.

.

يضرب القلم ع المكتب ، ويطالع الاوراق و الملفات بتفكيير . .
محتار ، مب عارف كيف يفاتحه بالموضوع . . وهو عارف رفضــه القاطع ، وقاعدته اللي مستحيل حد يكسرها . .
وفرضها ع الكل ، الكبـير قبل الصغير . . وكل واحد فـ العايله يعرف شو عقوبه اللي يكسر القاعده ،
بس فـ نفس الوقت ، ما يقدر ينسى الموضوع . .
يترقب الدقايق تمّـر بسرعه . . عشان يطلع من الدوام ،
تمم بهمس يعد مع الثواني : 55 ،
56 ،
57 ،
57 ،
58 ،
58 ،
59 ،
اول ما شاف الساعه صارت 2 بالضبط ، قام ع طول و التفتت ع زميله اللي فـ نفس المكتب ( محمد ) . .
راشد : محــمد ، خلص الدوام يلا قوم بسك الشغل . .
محمد يشوف ساعه ايده وفـ نفس الوقت مستغرب من راشد : عنبو توها 2 بالضبط ، بلاك مستعيّـل . .
راشد ابتسم مفتشل : عندي شغله مهمـه ، و بعد لازم امر بيت يدي . .
محمد قام يرتب الاوراق اللي جدامه : لحظه شوي ،
راشد يأشر ع الباب : انا بسبقك انزين ؟ . .
محمد يهز راسه : انزين ، ثواني بس . .
طلع راشد ، وكل خطوه اسرع من الثانيه . . وصل عند المكينه مختصّـه بتسجيل الدخول و الخروج ،
زمّ شفايفه بقهر ، وهو يشوف الطابور الطويل حريم و رياييل . . يتريّون عشان يسّجلون خروجهم ،
طلب من زميله كان واقف فـ الطابور ثاني واحد وقاله برجا : ارجوك ، انا مستعيّـل و لازم اطلع بسّرعه . .
زميله ابتسم مفتشل : كل اللي فـ الطابور مستعيّليـن محد احسن من الثاني ي راشد . .
راشد : ادري انه محد احسن من الثاني ، بس انا مضطــر اطلع الحيين . .
زميله : والله انا بعد مستعيّـل ، وماقدر اخليك تروح قبلّـي اللي ورايه بيحقدون علي . . خلك مثل غيرك و صف طابور ،
استحى راشد يطلّـبه و يترجاه اكثر ، وفـ نفس الوقت حقّـد ع زميله لأنه ما راعى شكثر مستعيّـل . .
وقف فـ الطابور ، وكان تقريبا 20 واحد ووحده جدامه . .
سمع وحده جدامه تقول لربيعتها : المكيـنه الثانيه خربانه ، يعني لازم نصـف ها الطابور الطويل . .
تنهـّد بقهر ، وشاف ساعته . . مرّت اكثر من عشر دقايق لموعده ، وهو عادتاً ما يحب يتأخر على مواعيده ،
قال بصوت عالي للحريم اللي جدامه : خلصّنـا وو خلن عنكن السوالف ، نحن مستعيّـلين . .
سمع همسّـات من بعضهن ، وشاف نظرات احتقار . . وسمع كم رد منهّـن وكتم غيضه عن يرّد عليهن بشي ما يتمنى اي حد يسمعه . .
واخيـــراً ، راشد واقف جدام المكينه . . يحط بصمته و يكتب الرقم السرّي ، ما تأخر مثل بعض الاخوات اللي سوالفّـهن سمعها كلها و مـلّ منها . .
وقبل لا يطّلع من المبنى ، كلم محمد واعتذر لأنه ما صبـر و اترياه بسبب موعده المهـم . .
طبعا محمد عذره بقوله : ماعليه مسموح راشد ، بخّلي واحد من الرّبع يوصلني . .
راشد يأشر على ساعته : سامحني ، لو مب الموعد جان وصلتك بيتك . .
محمد : لا عادي ،
راشد : الا تعال ، متى سيارتك بتظهر من الوكاله ؟ . .
محمد : مادري ، على ما اظن اخر هذا الاسبوع . .
راشد قال بمـزح : شنسوي ، مضطرين نتحملك و نوصلك ها الاسبوع . .
ضحك محمد ، وودعّو بعض . . وكلن راح بطريجه ،
ركب راشد سيارته وشغلها بسرعه وحركها متوجهه للكوفي اللي متعودين عليه . .
قبض تلفونه فـ نص الطريج يدق ع الرقم ، بس صدمه قـول الحرمه اللي الكلل يكرهها طبعا . .
( ان الرقم الذي تحاول الاتصال به . . . . )
ضغط الزر الاحمر ، وفر التلفون فـ السيت اللي عداله مب متحمل صوتها اكثر . .
شوي و يسمع صوت مسج وصله . . مسك التلفون بلا مبالاه وهو متأكد انه اعلانات من اتصالات او مسجات مالها معنى . .
بس استغرب من الرقم الغريب ، فتح المسج . .
( راشد ، انا ميثه . . تلفوني فضّى وهذا تلفون ربيعتي ، حبيت اقولك قبل لا تطلع من الدوام اني ماقدر اشوفك ابوي معصب ولازم ارجّـع البيت . . آسفه ) . .
رجع التلفون ع السيت اللي عداله ، وفره بعنف . .
خصوصن انه احـرّج البعض فـ الدوام ، وعصّـب على كم واحد ووحده عشان ما يتأخر ع موعده وياها . .
في الاخيـر ،
وببساطه تقول له ماقدر اشوفك . .
كتم غيضه وحاول يكتم اكثر ، لكن ما قدر . . أفرغ غيضه و فج حرته في السياره ،
100 ،
120 ،
140 ،
160 ،
180 ،
200 ،
سرعه سيارته ، كل مالها تزيـد . . اكثر و اكثر ،
لكن بلحظه ، خفف سرعته وهو يتذّكر توصيّـات امـه عن السرعه الزايده . .
وعصبيـّه جـده بسبب الحوادث اللي طافت . . لدرجه انه سحَب مفتاح السياره ومنعه من الطلعه ليوم كامل ،
وتذكر انه اللي تواعـد وياها في الطلعه . .
هـي ميـثه ،
كثـيره الاعذار ، والحجج اللي مالها معنى . .
ومعروفه في عـدم الالتزام بمواعيدها ، وخصوصن وياه هو بس . .
تعّود عليها ، ومضطر انه يتعود عليها . . شي اكيـد بيتعّود على اطباع شريكه حياته المستقبليه . .
.
.
.
مجرد بدايه